“صلة الرحم” محبة في الأهل, مثرأة في المال, منسأة في الأثر.

“صلة الرحم” وعظم فضلها

كتب:محمد شعبان

تعد “صلة الرحم ” :”من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل ، وأنها من الأمور الواجبة على كل مسلم ، كما أنها تحق له , بأن يصل رحمه ويصلوه ، وقد ربط الله تعالى  بين صلة الرحم، والبركة ، والرزق ، وجعلها سبباً لهما ,  فقد قيل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم :”مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”.

من هم الأرحام :

الأرحام هم الأقارب من نفس الصلة و النسب ، و الأرحام نوعان :

 الأول، رحم محرم : و هم الأقارب الذين يحرم النكاح أو الزواج بينهما شرعاً و قانوناً مثل الآباء، و الأمهات مع أبنائهم،و الإخوة، و الأخوات محرم الزواج بينهم، و الأخوات، و الإخوة من الرضاعة، و الأجداد، و الجدات مع أحفادهم، و أبناء الزوج أو أبناء الزوجة، و الأعمام، و العمات، و الأخوال، و الخالات مع أصهارهم.

و الدليل على هذا في سورة “النساء” : ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًاً”.

 الثاني ، هو رحم غير محرم : و هم الأقارب الذين يجوز الزواج أو النكاح بينهم و على ذلك فإن من الواجب الشرعي عليهم الإلتزام بالحدود الشرعية في التعامل بينهم”.

و هم  :”أبناء العم، و أبناء الخال، و أبناء العمة، و أبناء الخالة، و بنات العم، و بنات الخال، و بنات العمة، و بنات الخالة”.

حكم صلة الرحم و الدليل عليها من القرآن و السنة :

لا خلاف أن صلة الأرحام واجبة في المجمل و قطيعتها ذنب كبير.

فإن كان هناك أخ سليم و أخ مريض فواجب على الأخ السليم أن يساعد أخوه المريض بماله، و وقته، و جهده  إذا كان قادر على العطاء.

القرآن :

قوله تعالى: ” وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ”.

السنة :

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فليُكرِم ضيفَه، ومن كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فليصِل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت“.

فضل صلة الأرحام :

صلة الرحام تعد أمر واجب على كل مسلم كما أنها تعد حق من حقوقه. و تعتبر من أفضل و أكرم الأعمال التي تقربنا إلى الله سبحانه و تعالى، وقد ربط الله تعالى بين صلة الأرحام و البركة في الرزق، و الصحة، و الوقت بل و جعلها سبب رئيسي من أسباب سعة الرزق و البركة.

و تعد صلة الرحم من أخلاق و شيم العرب قديماً و حديثاً , و كان معروف عن النبي  صلى الله عليه و سلم , أنه واصل لرحمه حتى قبل البعثة , فقد كان يدعو لأرحامه و يوصي بعضهم ببعض و يقدم لهم يد العون في كل المجالات.

و صلة الرحم تكون بمثابة أمان و تضامن و تكافل أفراد الأسرة و العائلة الواحدة و بالتالي يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.

أبيات من الشعر عن صلة الرحم :

غاب أهل المحبة : في زماننا هذا تفرق الأحباب.
تقطعت حبال الوداد : بين أقارب وأنساب.
غابت قيم الأنسانية : غاب التراحم والإخلاص.

تنازعتم فيما بينكم على الأطيان : واليوم الجزاء انكسار وعذاب.

أنت يا قاطع الأرحام في كل زمان : ستتجرع يومًا ما ذنب ما اقترفته يداك.

فلا تترك الأحقاد تملء صدرك : وافتح للود ألف باب وباب.

أجر صلة الرحم :

تحقيق الصلة مع الله تعالى, في الدنيا والآخرة, فالرّحم معلقة بالعرش: بدليل ما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: “إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك“.

إقرا أيضا:

“الكسل” عدو النجاح والطرق الفعالة للتخلص منه.

“الكسل” عدو النجاح والطرق الفعالة للتخلص منه.