أمريكا تفتح باب التفاوض
كتب «هلال العزقه»
صرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن الاستراتيجية الاقتصادية والتجارية التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب قد بدأت تؤتي ثمارها، موضحًا أن أكثر من 75 دولة حول العالم بدأت تتجه نحو التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن علاقاتها التجارية. وأكد بيسنت في تصريحاته أن بلاده مستعدة للاستماع إلى كافة الدول التي لم تتخذ إجراءات انتقامية ضدها، في إشارة إلى الدول التي لم ترد على الرسوم الجمركية الأمريكية بفرض رسوم مماثلة.
أمريكا تفتح باب التفاوض
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين لتصل إلى نسبة 125%، في خطوة تعكس تشددًا واضحًا في الموقف الأمريكي تجاه السياسة التجارية الصينية، والتي تعتبرها واشنطن غير عادلة ومضرة بالمصالح الاقتصادية الأمريكية. ويأتي هذا التصعيد في إطار مساعي الإدارة الأمريكية لإعادة التوازن إلى العلاقات التجارية الدولية وتعزيز قدرة الاقتصاد الأمريكي على المنافسة.
وأضاف وزير الخزانة الأمريكي أن الإدارة الأمريكية تميز بين الدول التي تتعامل مع هذه السياسات بنوايا حسنة وبين تلك التي ترد بإجراءات تصعيدية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستكافئ الدول التي امتنعت عن الرد على الإجراءات الجمركية الأمريكية وستمنحها الأولوية في التفاوض، موضحًا أن واشنطن ترغب في التوصل إلى اتفاقات تجارية عادلة ومتوازنة تخدم مصالح جميع الأطراف.
وأكد بيسنت أن عددًا من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة قد بادروا بالتواصل مع الإدارة الأمريكية بهدف فتح قنوات تفاوض جديدة، مشيرًا إلى أن الصين، في المقابل، هي الطرف الذي يواصل التصعيد من خلال ردود أفعالها على القرارات الأمريكية، الأمر الذي يعقّد مساعي الوصول إلى حلول مرضية للطرفين.
كما أوضح الوزير أن القرار المتعلق بزيادة الرسوم الجمركية قد اتخذه الرئيس ترامب شخصيًا، في ضوء ما يراه من ضرورة لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات التجارية غير العادلة، مؤكدًا أن الوقف المؤقت لبعض الرسوم الجمركية يشمل كلًا من كندا والمكسيك، وهو ما يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في إعطاء فرصة إضافية للمفاوضات الجارية مع هذه الدول في إطار اتفاقيات التجارة الحرة.
ونفى بيسنت أن يكون هذا التوجه التصعيدي بمثابة إعلان لحرب اقتصادية، موضحًا أن الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في صراع اقتصادي شامل، بل تسعى لإيجاد توازن عادل في العلاقات التجارية. وأضاف أن الصين، بحسب رؤيته، هي من بدأت بالتصعيد، وأن واشنطن لا تفعل سوى الرد وفقًا لمصالحها الاستراتيجية.
وفي ختام تصريحاته، أشار الوزير إلى أن الوقف المؤقت للرسوم الجمركية لم يكن له علاقة بالتقلبات التي شهدتها أسواق البورصة في الآونة الأخيرة، بل إنه قرار استراتيجي يهدف إلى إتاحة الوقت الكافي لإجراء مفاوضات مثمرة. وأعرب عن توقعه بأن مزيدًا من الدول ستتواصل مع الولايات المتحدة في الفترة القادمة من أجل التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة ومتكافئة.