الخيال العلمي
كتبت: سحر عماد
انتشرت المسلسلات والأفلام السينمائية التي تتحدث عن السفر عبر الزمن في الأونة الأخيرة
لكن هل حقًا يمكننا السفر عبر الزمن ؟
السفر عبر الزمن هو مفهوم شائع في الخيال العلمي، لكن العلماء بدأوا يدرسونه نظريًا في الفيزياء ويبحثون عن إمكانية تحقيقه استنادًا إلى قوانين الفيزياء النظرية، خاصة المتعلقة بالنسبية العامة لأينشتاين. وبالرغم من أن السفر عبر الزمن لا يزال في نطاق الفرضيات، إلا أن هناك أفكارًا ونماذج نظرية تقترح بعض الإمكانيات.
كنظرية النسبية العامة لأينشتاين
في عام 1915، قدم ألبرت أينشتاين نظريته في النسبية العامة، التي توضح كيف تؤثر الجاذبية على الزمن. وفقًا لهذه النظرية، الزمن ليس ثابتًا، بل يمكن أن يتباطأ أو يتسارع حسب سرعة الحركة وقوة الجاذبية. على سبيل المثال، لنفترض أن عمرك كان 15 سنة عندما غادرت الأرض، في مركبة فضائية تسير بسرعة بحوالي 99.5 بالمئة من سرعة الضوء (وهو أسرع بكثير مما يمكن تحقيقه الآن).
افترض أنه خلال رحلتك داخل هذا المكوك قضيت خمس سنوات، هذا يعني عند عودتك إلى الأرض سيكون عمرك 20 سنة، لكن المفاجأة أن من تركتهم ممن هم في مثل سنك وقتذاك (15 سنة) سوف يكونون قد بلغوا سن الـ 65 من أعمارهم يحتفلون بأحفادهم.
والسبب أن الوقت مضى بالنسبة لك بطيئاً جداً، مقارنة مع الناس الذين فارقتهم ويتحركون خارج السرعة الفائقة التي تنطلق بها أنت في الكون. وهنا كان الفارق كبيراً ففي حين زاد عمرك 5 سنوات فقد زادت أعمار زملائك 50 سنة.
وقدم أيضًا نظرية الثقوب الدودية
و هي فكرة أخرى مرتبطة بالسفر عبر الزمن. الثقب الدودي هو ممر نظري في الفضاء والزمن يمكن أن يربط بين نقطتين مختلفتين في الكون. إذا تم استخدام ثقب دودي بشكل صحيح، قد يكون من الممكن الانتقال عبر الزمن، سواءً إلى المستقبل أو إلى الماضي.
حيث اقترح الفيزيائي “كيب ثورن”أحد الرواد في مجال الثقوب الدودية، أن هذه الثقوب قد تكون وسيلة ممكنة للسفر عبر الزمن إذا تم تثبيتها باستخدام ما يسمى بـ “المادة الغريبة” (مادة تملك خصائص فيزيائية غير موجودة في المواد الطبيعية المعروفة).
ولكن، لا توجد حتى الآن أدلة عملية على وجود الثقوب الدودية، وتظل هذه الفكرة افتراضية.
وإذا تمكنا بالفعل من السفر عبر الزمن سنواجه العديد من التحديات كما شرحت نظرية البارادوكسات الزمنية
البارادوكسات الزمنية (Time Paradoxes)
-أو كما تعرف بارادوكس الجد:هو واحد من أشهر التحديات النظرية للسفر عبر الزمن. البارادوكس يتساءل: ماذا يحدث إذا سافر شخص إلى الماضي وقتل جده قبل أن يولد؟ في هذه الحالة، لن يكون الشخص موجودًا في الحاضر، وبالتالي لن يستطيع السفر إلى الماضي أصلاً. هذا النوع من التناقضات يثير أسئلة كبيرة حول كيف يمكن للسفر عبر الزمن أن يحدث دون أن يسبب تشويشًا في الواقع الزمني.
والسفر عبر الزمن نوعًا ، يمكننا السفر إلي المستقبل أو الرجوع إلي الماضي
الخيال العلمي
السفر إلى المستقبل :
السفر إلى المستقبل هو الشكل الأكثر قبولًا نظريًا. طبقًا للنسبية الخاصة لأينشتاين، يمكن للمسافرين الذين يتحركون بسرعة قريبة من سرعة الضوء أن يعبروا الزمن بشكل أبطأ مقارنة بالأشخاص الذين يتحركون بسرعات عادية. مثال عملي على هذا هو تجربة “التوأم”: إذا سافر أحد التوأمين بسرعة قريبة من سرعة الضوء في الفضاء، سيعود إلى الأرض ليجد أن شقيقه قد كبر بشكل ملحوظ بينما هو ظل شابًا. هذا النوع من “السفر إلى المستقبل” يمكن اعتباره نتيجة طبيعية للنسبية.
أما السفر والرجوع إلى الماضي:
أصعب نظريًا، لأن تغيير أي شيء في الماضي قد يخلق تأثيرات ضخمة على الحاضر، وهذا يرتبط ببارادوكسات زمنية صعبة الحل.
– ومع ذلك تحاول بعض النظريات حل هذا البارادوكس بافتراض أن هناك أكوان موازية، بحيث إذا تغير شيء في الماضي، فإنه يؤثر فقط على كون موازي، ولا يؤثر على الكون الأصلي.
مثل:نظرية الأكوان المتعددة (Multiverse Theory):
– طبقًا لهذه النظرية، هناك عدد لا متناهي من الأكوان المتوازية التي تحتوي على نسخ مختلفة من الأحداث والوقائع. إذا كان السفر عبر الزمن ممكنًا، قد يحدث الانتقال بين أكوان متوازية بدلًا من تغيير الماضي في نفس الكون. هذا يعني أنك إذا سافرت إلى الماضي وغيرت حدثًا، فإنك لن تغير مسار الأحداث في عالمك الأصلي، بل في عالم موازي.
وأيضًا نظرية العالم الثابت (Block Universe Theory) التي تقول إن الماضي، الحاضر، والمستقبل موجودون جميعًا في وقت واحد، وكل شيء ثابت ولا يمكن تغييره، مما يعني أن السفر عبر الزمن قد لا يغير الماضي، بل يجعلك تعيش فيه دون أن تؤثر عليه.
كل هذه نظريات اجتهد العلماء في التوصل إليها ،ولا توجد حتي الآن أي تجارب علمية تؤكد أو تنفي إمكانية السفر عبر الزمن،لكن هل سنشهد يومًا تجربة لشخص سافر إلي المستقبل؟ أو إلي الماضي؟