في لمسة وفاء نادرة.. جامعة سوهاج تمنح الدكتوراه لباحث
كتب:مهند فيصل
في مشهد إنساني مؤثر يعكس التقدير الحقيقي لقيمة العلم والإنسان، قررت كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة سوهاج، تنظيم مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بالباحث الراحل الدكتور إبراهيم محمود عبده شمسية، المدرس المساعد بقسم الميكانيكا – شعبة التبريد والتكييف، والذي وافته المنية قبل موعد المناقشة بشهر.
الجامعة أعلنت عقد المناقشة داخل القاعة الزجاجية بالحرم القديم، بحضور أسرته وعلى رأسهم والده ووالدته وأبناؤه الثلاثة، في لحظة وفاء استثنائية ينتظرها زملاؤه وطلابه والمشرفون عليه، لتكون بمثابة وداع رمزي لباحث شاب غادر الحياة وهو في قمة عطائه.
الدكتور إبراهيم شمسية، ابن محافظة الغربية، عُرف بتفوقه منذ سنوات دراسته، وتم تعيينه معيدًا بقسم الميكانيكا، ثم حصل على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية – شعبة المحركات، واستمر في طريق البحث العلمي رغم صعوبات الحياة، حيث كان متزوجًا ويعول ثلاثة أبناء.
اللحظات الأخيرة من حياته شهدت دلالة قوية على إخلاصه، إذ أجرى آخر اجتماع مع مشرفيه عبر “الزوم” في تمام الحادية عشرة مساء، قبل أن يفارق الحياة في الثالثة فجرًا من اليوم نفسه، تاركًا خلفه قلوبًا محبة وذكرى لا تُنسى.
زملاؤه وصفوه بأنه كان صاحب خلق رفيع، متعاونًا، متواضعًا، لا يتردد في تقديم المساعدة، وحاضرًا دائمًا بعلمه وابتسامته، وهو ما جعل خبر وفاته صدمة كبيرة في أوساط الجامعة.
تكريم الجامعة للراحل جاء ليؤكد أن العلم لا يموت بموت صاحبه، وأن العطاء الحقيقي يبقى محفورًا في الذاكرة.
وأكد مسؤولو الكلية أن منحه الدكتوراه رسميًا أمام أسرته هو رسالة وفاء واعتراف بقيمة باحث لم يمهله القدر ليشهد لحظة تتويج مشواره.
وسيظل الدكتور إبراهيم شمسية رمزًا للإخلاص والمثابرة، ونموذجًا مشرفًا يحتذى به في ساحات البحث والعلم، واسمًا خالدًا في قلوب من عرفوه إنسانًا وعالمًا ومربيًا فاضلًا.