أنشيلوتي يواجه تهم التهرب
كتب «هلال العزقه»
نفى المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ريال مدريد، التهم الموجهة إليه بشأن الاحتيال الضريبي، مؤكدًا أنه لم يكن ينوي التهرب من دفع الضرائب، وأنه التزم بجميع الإجراءات التي طلبها منه النادي ومستشاروه الماليون. وجاء ذلك خلال جلسة المحكمة الإقليمية في مدريد، حيث أكد محاميه أن موكله لم يكن لديه أي نية للاحتيال، بل اعتمد على الاستشارات القانونية والمالية المقدمة له، وهو ما يجعله غير مسؤول عن أي مخالفات قد تكون قد وقعت.
وفي الوقت نفسه، شدد المدعي العام على أنه لا يمكن اعتبار الظروف المخففة لصالح أنشيلوتي، حتى بعد قيامه بتسوية ديونه الضريبية في ديسمبر 2021، حيث قام بسداد الضرائب المتأخرة مع الفوائد، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 1.4 مليون يورو. وأكد المدعي العام في تقريره أن دفع المستحقات بأثر رجعي لا يعفي المدرب الإيطالي من المسؤولية الجنائية، وأنه يجب أن يخضع للمساءلة القانونية.
وفي حالة إدانته، فإن أنشيلوتي قد يواجه عقوبات قاسية، تشمل السجن ودفع غرامات مالية كبيرة. حيث طالبت النيابة بفرض غرامة مالية تصل إلى 3 ملايين و186.237 يورو، بالإضافة إلى عقوبة السجن، وهو ما يعكس جدية التهم الموجهة إليه. كما انضم محامي الدولة، ممثلًا عن مصلحة الضرائب، إلى النيابة العامة في توجيه الاتهامات، مما يزيد من الضغوط القانونية على المدرب الإيطالي.
وخلال اليوم الأول للمحاكمة، قدم أنشيلوتي شهادته أمام المحكمة، مؤكدًا أنه لم يكن لديه أي علم بوجود أي مخالفات ضريبية في حساباته، ولم يتم تحذيره من قبل ناديه أو مستشاريه الماليين بشأن أي خطأ قد يكون قد حدث في إدارة حقوق الصورة الخاصة به. وأوضح أنه كان يعتقد أن جميع الأمور تسير بشكل قانوني وصحيح، ولم يتخيل أن يتم اتهامه بالاحتيال الضريبي.
أنشيلوتي يواجه تهم التهرب
وفي تصريحاته التي نشرتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، قال أنشيلوتي عند مواجهته بالاتهامات: “لم أقصد أبدًا خيبة أمل أي شخص، كنت أعتقد أن كل شيء يسير بشكل طبيعي بالنسبة لي”. وأضاف: “كنت مهتمًا فقط بالحصول على راتب صافي يبلغ 6 ملايين يورو سنويًا على مدى ثلاث سنوات، ولم أكن مدركًا أن هناك أي مشكلة قانونية تتعلق بحساباتي. لم أتلق أي إشعار بأن النيابة العامة تحقق معي في هذه القضية”.
وتابع المدرب الإيطالي موضحًا موقفه: “عندما اقترح ريال مدريد عليّ نقل حقوق الصورة، قمت بالرجوع إلى مستشاري الإنجليزي، ولم أتدخل في الموضوع، لأنني كنت أعتقد أن كل شيء يسير وفقًا للقانون. لم أكن أتصور أن هذه الإجراءات قد تكون غير قانونية أو تحمل شبهة الاحتيال. ولكن بوجودي هنا اليوم أمام المحكمة، يبدو أن الأمور لم تكن كما كنت أعتقد، وأدرك الآن أن هناك بعض الجوانب التي لم تكن صحيحة بالكامل”.
وتأتي هذه المحاكمة في وقت حرج لأنشيلوتي، حيث أنهى ريال مدريد مؤخرًا تأهله إلى نهائي كأس ملك إسبانيا بعد فوزه على ريال سوسيداد، وهو ما يعكس أهمية الدور الذي يلعبه المدرب مع الفريق الملكي في هذه الفترة. ومع ذلك، فإن هذه القضية القانونية قد تشكل عبئًا كبيرًا عليه، خاصة مع تطوراتها التي قد تؤثر على مسيرته المهنية في المستقبل.
وفي ظل استمرار المحاكمة، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان سيتم تبرئة أنشيلوتي من التهم الموجهة إليه، أم أنه سيواجه عقوبات قانونية قد تؤثر على مسيرته مع ريال مدريد. وفي كل الأحوال، فإن القضية تسلط الضوء على أهمية الشفافية والامتثال للقوانين الضريبية، حتى بالنسبة للشخصيات البارزة في عالم الرياضة.