الجمهورية توداي
جريدة شبابية مستقلة

رواد فضاء ناسا العالقون يعودون إلى الأرض بعد تسعة أشهر من الانتظار

رواد فضاء ناسا العالقون

كتب «هلال العزقه»

بعد تسعة أشهر من الإقامة غير المخطط لها في محطة الفضاء الدولية، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أن رائدي الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز سيعودان إلى الأرض أخيرًا في 16 مارس، وذلك بعد وصول طاقم الإغاثة الخاص بهم على متن مركبة الفضاء سبيس إكس دراجون.

 

مهمة قصيرة تحولت إلى إقامة طويلة

 

في البداية، كان من المفترض أن تستغرق مهمة ويلمور وويليامز 10 أيام فقط، حيث انطلقا في 5 يونيو 2023 على متن مركبة الفضاء ستارلاينر التابعة لشركة بوينج في مهمة اختبارية تهدف إلى تقييم قدرة المركبة على نقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية. ولكن بعد وصولهما إلى المدار، تم اكتشاف مشكلات تقنية في الكبسولة، مما أدى إلى تأجيل موعد العودة مرارًا وتكرارًا. وفي النهاية، قررت ناسا إعادة “ستارلاينر” إلى الأرض بدون طاقمها، مما أجبر ويلمور وويليامز على البقاء في الفضاء حتى يتم إيجاد حل لإعادتهم.

 

إطلاق طاقم الإغاثة واستبدال الرواد

 

بعد أشهر من البحث عن أفضل طريقة لإعادة الرائدين، سمحت ناسا أخيرًا بإطلاق مهمة Crew-10 على متن مركبة سبيس إكس دراجون في 12 مارس من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا. تحمل هذه المهمة أربعة رواد فضاء سيبقون على متن محطة الفضاء الدولية لمدة ستة أشهر. بمجرد وصولهم، سيتم استبدال طاقم Crew-9، الذي يضم نيك هاج من ناسا وألكسندر جوربونوف من وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، حيث سيسافران إلى الأرض برفقة ويلمور وويليامز على متن دراجون في 16 مارس.

 

التحديات التي واجهت مركبة ستارلاينر

 

تمثل مركبة ستارلاينر مشروعًا مشتركًا بين بوينج وناسا كبديل لمركبة “سبيس إكس دراجون” في نقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. ولكن منذ إطلاقها، واجهت المركبة سلسلة من المشكلات التقنية، بما في ذلك تسريبات الهليوم وعطل في أنظمة الدفع. هذه المشكلات دفعت ناسا إلى إعادة تقييم جاهزية “ستارلاينر” للرحلات المستقبلية، حيث تخضع المركبة حاليًا لسلسلة من التحسينات والتعديلات لضمان موثوقيتها في المهمات القادمة.

 

رحلة العودة المنتظرة

رواد فضاء ناسا العالقون

بعد انتظار دام 9 أشهر، أصبح لدى ويلمور وويليامز أخيرًا موعد رسمي للعودة إلى الأرض، حيث سينضمان إلى طاقم “Crew-9” على متن سبيس إكس دراجون، التي أثبتت نجاحها في نقل رواد الفضاء ذهابًا وإيابًا من المحطة الدولية دون أي مشكلات كبيرة. من المتوقع أن تكون رحلة العودة سلسة، حيث ستهبط الكبسولة في مياه المحيط الأطلسي أو خليج المكسيك بعد عدة ساعات من مغادرة المحطة الفضائية.

 

مستقبل برنامج الرحلات المأهولة

 

على الرغم من التحديات التي واجهتها “ستارلاينر”، فإن ناسا لا تزال ملتزمة ببرنامجها الهادف إلى توسيع خيارات السفر إلى الفضاء، حيث تعمل بوينج على معالجة المشكلات لضمان إمكانية استخدام المركبة في المهام المستقبلية. وفي الوقت نفسه، تستمر “سبيس إكس” في تقديم خدمات النقل الفضائي بشكل ناجح من خلال مركبة “دراجون”، التي أصبحت الخيار الأساسي لناسا في الوقت الحالي.

 

بعودة ويلمور وويليامز، سيتم إغلاق فصل طويل وغير متوقع في تاريخ الرحلات الفضائية، مما يسلط الضوء على التحديات التي لا تزال تواجه تطوير المركبات الفضائية الحديثة، وأهمية وجود خطط طوارئ لضمان سلامة رواد الفضاء في المهام المستقبلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.