الجمهورية توداي
جريدة شبابية مستقلة

الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بإعادة نشر حاملة الطائرات “كارل فينسون” وتحذيرات حاسمة لإيران

الولايات المتحدة تعزز وجودها

كتب «هلال العزقه»

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) أن حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” (USS Carl Vinson) أصبحت الآن ضمن منطقة العمليات التابعة لها، والتي تشمل الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا. وقد جاء هذا الإعلان بالتزامن مع تقارير إعلامية أمريكية، من بينها تقرير لشبكة “CNN”، أفاد بأن “كارل فينسون” قد غادرت موقعها السابق في المحيطين الهندي والهادئ بعد انتهاء سلسلة من المناورات العسكرية هناك، متجهةً نحو الشرق الأوسط في خطوة اعتبرها محللون ذات دلالات استراتيجية هامة.

 

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، شون بارنيل، أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الوجود البحري الأمريكي في المنطقة، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي أصدر أوامر بنشر وحدات جوية إضافية لتعزيز قدرات الدعم الجوي الدفاعي للقوات الأمريكية المنتشرة هناك. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن الكشف عن تفاصيل دقيقة بخصوص نوعية أو عدد الأسراب الجوية أو “الأصول” التي سيتم نشرها في الوقت الراهن، ما يعكس نوعًا من الحذر والتكتم الاستراتيجي في هذا السياق.

 

وقال بارنيل إن هذه التعزيزات تهدف إلى “تكملة الموقف البحري” للقيادة المركزية الأمريكية، في ظل تصاعد التوترات في بعض مناطق الشرق الأوسط. كما أكد أن مجموعة حاملة الطائرات “نيميتز” (USS Nimitz) لا تزال منتشرة في غرب المحيط الهادئ، وذلك للمحافظة على التفوق القتالي الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مما يبرز توزيعًا مدروسًا للقوة البحرية الأمريكية بين المناطق ذات الأولوية الاستراتيجية القصوى.

 

وتأتي هذه التحركات العسكرية في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتقلبات أمنية وسياسية متسارعة. فقد أكد بارنيل أن الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين والدوليين لا يزالون ملتزمين التزامًا قويًا بالحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية، والتي تشمل العديد من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى، ومنها الخليج العربي واليمن وسوريا والعراق وأفغانستان.

الولايات المتحدة تعزز وجودها

وشدد المتحدث العسكري على أن القوات الأمريكية على أهبة الاستعداد للرد على أي تهديدات محتملة قد تصدر عن “جهات حكومية أو غير حكومية”، في إشارة واضحة إلى جماعات مسلحة مدعومة من دول إقليمية، وعلى رأسها إيران. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد، لكنها في الوقت ذاته لن تتوانى عن حماية أفرادها ومصالحها المنتشرة في المنطقة، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي يواصل توجيه تحذيرات واضحة بأن أي تهديد إيراني مباشر أو غير مباشر سيُقابل برد حاسم وسريع.

 

وتُعتبر هذه التحركات العسكرية جزءًا من السياسة الأمريكية طويلة الأمد في المنطقة، والتي تقوم على مبدأ “الردع والدفاع”، خاصة في ظل تنامي التحديات التي تشكلها بعض الأطراف غير الحكومية ذات النفوذ المتزايد، مثل الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا واليمن. كما يرى مراقبون أن إعادة انتشار “كارل فينسون” في الشرق الأوسط يعكس أيضًا رغبة الولايات المتحدة في طمأنة حلفائها في المنطقة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من احتمالية نشوب صراعات جديدة أو توسع دائرة الاشتباكات القائمة.

 

وفي ظل هذا التصعيد، يظل المشهد الإقليمي مفتوحًا على كافة السيناريوهات، خاصة مع وجود تحذيرات أمريكية متكررة لإيران بضرورة تجنب أي خطوات استفزازية قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة مباشرة. ومن المرجح أن تسهم هذه الخطوة في رسم توازنات جديدة في مسرح العمليات، سواء على صعيد الردع العسكري أو في سياق المفاوضات السياسية الجارية خلف الكواليس.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.