مذبحة الدفاع الجوي
كتبت: شروق هارون.
كان يُطلق على شهر فبراير بالشهر الأسود؛ لأنه كان مليئًا بالذكريات السوداء على الكرة المصرية، وذلك بعد مذبحة بور سعيد التي رحل بها 74 شهيدًا غدرًا في إستاد بور سعيد، عقب نهاية المباراة التي كانت بين الأهلي والمصري البور سعيدي، في الأول من شهر فبراير لعام 2011، ثم بعد ذلك مذبحة الدفاع الجوي التي رحل فيها 20 شهيدًا.
وقرر جمهور الزمالك وقتها حضور مباراة الإنبي، والتي سمح فيها بحضور 10 آلاف مشجع فقط، وذلك بعد أن أعلنت لجنة المسابقات عودة الجماهير، ولكنهم ذهبوا ولم يعودوا في يوم 8 فبراير من عام 2015، بعد أن ذهب جمهور نادي الزمالك لحضور المباراة بشغف، وذلك كان بعد غياب عن المدرجات التي دام لسنوات.
الفوضى كانت بكل مكان
وذُكر أن بدأت الأحداث في الرابعة عصرًا يوم الأحد الذي كان موافق يوم 8 فبراير لعام 2015، وهو أن بدأ الغناء والهتاف يعلو من حناجر الجماهير، التي كانت وجوههم مليئة بالسعادة؛ لشوقهم لرؤية ناديهم المُقرب لقلوبهم، ولمساندته في مباراة هامة مثل هذه لمواصلة إعتلائه صدارة جدول المسابقة.
وزالت الواقعة مستمرة وسط تساؤل جميع الجماهير: “لماذا بوابات المُدرج مُغلقة حتى الآن؟!”، “وما هذا القفص الحديدي الذي نتواجد بداخله؟!”، ولكن رحلت كل هذه التساؤلات عن أذهانهم، وعاد الهتاف مرة آخرى مع نسيان كل هذا، وكان كل ما يسيطر على أذهانهم ويشغل تفكيرهم هو رؤية مدرجات الثالثة يمين مجددًا في يوم إجتمعوا فيه على حُب نادي الزمالك ولأجل تشجيعه.
كان الجميع يحاولون الهروب، والتسلق من فوق الأسوار
وبدأت أحداث التدافع وسط قنابل الغاز المسيل للدموع، وإزداد صراخ جماهير نادي الزمالك دخل القفص: “إحنا بنموت.. إحنا بنموت.. إفتحوا بنموت”، حتى رحل فيها 20 شهيدًا من مشجعي نادي القلعة البيضاء، وكان بينهم فتاة لم تتخطى الـ 15 عامًا، وآخر يتخطى الخمسون عامًا، وأن الأغلبية كانوا شباب تتراوح أعمارهم بين الـ 15 عامًا وحتى الـ 27 عامًا.
وهدد مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك وقتها، في تصريحات صحفية “شباب أولتراس” “وايت نايتس”، بأن أمن النادي مسلح بالرصاص الحي، ومن يتقرب من سور النادي يتحمل مسؤولية ما يفعله.
وكان قد قيل في تصريح تلفزيوني لهشام عبد الحميد المتحدث بإسم الطب الشرعي، أن التدافع هو السبب الوحيد لسقوط الضحايا، ونفى أن يكون سبب الوفيات نتيجة الغاز أو طلقات النار، وأضاف أن جميع الحالات كانت الإصابة فيها عبارة عن كدمات تتركز في منطقة الصدر والوجه والرأس.
وسيظل في النهاية شهداء نادي الزمالك ذكرى خالدة لنادي القلعة البيضاء ولكل جماهيره.
لن ننساكم رحم الله الـ 20 شهيدًا
– أقرأ المزيد: جفاف نهر الفرات.. وما أكتشفه العلماء بعد جفافه.