حوار مع د.ياسمين جزارين الباحثه
حوار: هبة الشعراوي
ياسمين جزارين هي الخريجة من كلية الفنون الجميلة و التي التحقت بالكلية نتيجة لشغفها في الفنون و العمارة و الذي كان وراثة من عائلة والدتها وخصوصًا جدها حيث كان متذوقًا للفنون بكافة أشكالها على الرغم من أنه كان جراحًا لكنه كان شغوفًا بالأنتيكات و اللوحات الفنية، و كان دائم السعي لإقتنائها.
و كانت دكتور ياسمين من صغرها تمضي أغلب اجازاتها في المتاحف و خاصة المتحف اليوناني الروماني و في الأماكن الأثرية بصحبة خالتها حيث أنها دكتورة في كلية الآداب قسم آثار.
بعد التحاقها بالكلية كانت متفوقة جدًا في مادة تاريخ الفن و كانت من أحب المواد إليها وهذا بفضل أستاذها و أبوها الروحي إن سمح لها بأن تنول هذا الشرف و هو أ. د صلاح القمري.
و بعد الانتهاء من سنوات الكلية التحقت فور تخرجها بالدراسات العليا قسم تاريخ الفن و الفن المقارن و حصلت على دبلومة بتقدير جيد جدًا و أكملت مسيرتها بدراسة ماجستير تاريخ الفن.
- اعلانات الجمهورية اليوم -
و تكللت الماجستير بمناقشة رسالة الماجستير بعنوان ” رمزية نحت الحيوانات في المعابد الهندية القديمة مابين ٣٠٠٠ ق. م الي ٧١١ ميلاديًا” و الحصول على تقدير جيد جدًا و توصية بالنشر.
و حاليًا هي باحثة دكتوراه في نفس المجال أما على المستوى المهني فهي تعمل في مكتبة الإسكندرية في إدارة الموارد البشرية كما أنها عضو مجلس إدارة في النقابة التضامنية للعاملين بمكتبة الاسكندرية و أثناء سنوات عملها نمي لديها شغف بفن إدارة الأعمال و خاصة إدارة الموارد البشرية و كان حافزًا لكي تحصل على دبلومة في إدارة الموارد البشرية من الأكاديمية العربية بتقدير امتياز و يليها شهادة phri(professional human resources international)
من hrci في أمريكا وتعد الدكتورة الوحيدة الحاصلة على هذه الشهادة في المكتبة، وقد دعمت ذلك بحصولها على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة الإسكندرية تخصص إدارة الموارد البشرية بتقدير جيد جدًا و حاليًا هي باحثة دكتوراه في ذات المجال.

وقد بدأت في دخول مجال الادب بعد حصولها على درجتي الماجستير في تاريخ الفن و إدارة الاعمال و كونها شغوفة بالعلم في المجالين يتم دعوتها لإلقاء كلمات في المحافل المحلية و الدولية، وقد لمست احتياج الجيل الجديد للمعرفة بالمجالين و بما أن صدقة العلم نشره فقررت أن تُفيد أكبر قطاع من الشباب و في العموم المثقفين الدائبين على البحث المستمر عن المعلومات فكانت من هنا البداية الحقيقية؛ فأصبح لديها ملكة الكتابة الأدبية فلماذا لا تكتب ما تعلمته بشكل أكاديمي ولكن بطريقة بسيطة للقارئ المثقف؟!
وأكدت بعد أن انتهت من الجزء الأول، قامت بعمل بعض التعديلات به لرغبتها في توصيل المعلومة الاكاديمية للقارئ العادي؛ فالكتاب يخاطب المثقفين واللذين يريدون معلومات أكاديمية موثقة أيضًا.
وتوجهت بالشكر لدار فصحى للنشر علي اتاحتها هذه الفرصة القيمة مشيرةً أنها من أفضل دور النشر التي تواصلت معها وبالاخص اهتمامهم بموضوع البحث.
وتحدثت عن أعمالها الخاصة في مجال الأدب قائلة “خفايا النحت في المعابد الهندية “ هو بكورة أعمالها المنشورة ويعتبر جزء من رسالة الماجستير الخاصة بها وأكدت على وجود جزء ثاني له يتم التحضير له في الوقت الحالي كما أنها بصدد التجهيز لكتاب خاص بإدارة الموارد البشرية كذلك متمنية ان تكون دار نشر فصحي هي الناشر للكتاب.

وتحدثت بإختصار بسيط عن ما يتحدث عنه الكتاب حيث يندرج هذا الكتاب تحت فئة الكتب العلمية التي تتعرض بدراسة تاريخ الفنون و الفن المقارن.
و يستعرض هذا الكتاب الحضارة الهندية، تاريخها، دياناتها و ذلك كمدخل لاستعراض فن النحت و عمارة المعابد في الهند في الفترة ما بين ٣٣٠٠ ق. م إلى ٧١١ م. و يعتبر هذا الجزء الأول من سلسلة من الكتب الخاصة بنفس الموضوع، و يعتمد الكتاب على مصادر أكاديمية حديثة كما يعتبر هذا العمل مرجع قوي للمهتمين بالفنون و الحضارة الهندية حيث تندر المراجع العربية الخاصة بهذا الموضوع الشيق.
وقالت مشيرة إلى العناصر التاريخية التي تحاول تسليط الضوء عليها في كتابتها: أن الكتاب يتناول بشكل أساسي الفن الهندي و السبب في ذلك هو ثراء الحضارة الهندية و ندرة المعلومات العربية عنها و دائمًا ما ينشغل الباحثين إما بدراسة الحضارة المصرية القديمة بنقوشها ومعابدها والتي هي من أهم العناصر التاريخية والفنية الملهمة بشكل كبير؛ ولكنها قُتلت بحثًا تاريخيًا وفنيًا أو بدراسة الفنون الغربية بالأخص الأوروبية مثل عصر النهضة و الباروك وغيرها تاركين حضارات شرق آسيا و اسيا الصغرى و الصين و اليابان بالرغم من أنهم من أغنى الحضارات و أقدمها مما جعلها تفكر خارج الصندوق للبحث عن حضارات أخرى في العالم لاتزيد بالطبع عن حضارتنا ولكن تقاربها في الأصالة و غنية بالتأثيرات المختلفة و ذات طابع مختلف و مميز؛ فكانت الحضارة الهندية هي أفضل الخيارات المطروحة أمامها خاصة في تشابه المؤثرات المشتركة بين الفنان المصري القديم والفنان الهندي القديم.
فكل منهم استخدم الادوات والحجارة لتوثيق تقديسه للبيئة المحيطة بكل مظاهرها من نباتات وحيوانات ورسومات وكل ما وقعت عليه أعينهم.
وأضافت بأن الكتاب كتاب علمي في سياق مبسط للمثقف العادي و لعامة القراء وهي بطبيعتها مولعة بالحيوانات و من الناشطين في مجال حقوق الحيوان و إنقاذ الحيوانات حتي انها قدمت في مقدمة كتابها الشكر لكل الملهمين في رحلتها البحثية وكان منهم قططها الخاصة والحيوانات كالفيلة الهندية التي تم تفجيرها هي و جنينها و كذلك قطة الأوبرا المصرية التي تم تسمميمها هي و صغارها.

كانت تلك مصادر الهامها الأساسية و هذا كان دافعها لكي تدرس الحضارة الهندية في اهتمامتهم و تقديسهم للحيوانات و قوي الطبيعة و كيف قام الهندي بنسج قصص دينية قائمة على الحيوانات و علاقاتهم المختلفة كآلهة و خلق أساطير مثل أسطورة الخلق و خلافه.
مضيفةً أن الديانات الهندية غنية بآلهة ذات أشكال حيوانية مما جعل الفنان الهندي يصبغ جميع معابده بعدد لا يحصي من الحيوانات بأشكال و أوضاع مختلفة و في سياقات مختلفة من سياق الطبيعة مرورًا بالقصص الدينية و المنحوتات المنفصلة للآلهة و كلها تصب في سياق العبادة و الخشوع للالهة
وتحدثت د. ياسمين جزارين عن احتواء عملها الأول على الإهداءات وليس الاهداء الواحد ولا تخفينا سراً أنها لو كتبت قائمة بمن تريد ان تهدي لهم هذا الكتاب فستفرد لهم فصلاً كاملًا.
إلا أنها تختص بالاهداء أ. د السيد الصيفي عميد كلية الأعمال جامعة الإسكندرية والذي اوحي لها وأصر على ضرورة طباعة ونشر هذا العمل.
- اعلانات الجمهورية اليوم -

واختصت بالاهداء جميع الجنود المجهولة من الحيوانات التي تُعذب بفعل البشر مشيرةً إلى أن تلك الحيوانات كائنات خلقها الله سبحانه وتعالي لنأكل منها ونشرب حليبها ونستفيد من صوفها وجلودها كما أمرنا في كتابه الكريم إلا أننا استفضنا في الإستخدام حتي قاربنا علي جعل انواع كثيرة من مملكة الحيوان تنقرض بفعلنا الشنيع.
هؤلاء هم الجنود المجهولة الذين ترغب فعليًا في إهداء كل قارئ لكتابها أن يكون سببًا في رحمتهم ورحمة أي كائن حي يراه أو يقابله.
لقد ميزنا الله سبحانه وتعالي بالعقل عن الحيوانات؛ لذا لابد من أن نستخدم عقولنا فيما ينفعنا بطريقة لا تضر باقي كائنات الله في الأرض.

وقالت عن التحديات التي تواجهها علي المستوي الشخصي والتى تنحصر في انشغالها بدراستها لإستكمال بحثها في الدكتوراة في تاريخ الفن ودراستها لنيل درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، كما يقابلها تحدي آخر ألا و هو الوقت؛ فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك فهي تصارع الوقت للوصول لكل أهدافها دون الاخلال بأي من واجباتها.
كما أنها ترغب في توثيق الجزء الثاني من الكتاب بشكل شخصي بعمل زيارة ميدانية لبعض المعابد الهندية والتي تخطط لها في النصف الثاني من عام ٢٠٢٤.
وعند سؤالها عن الجزء المفضل لها في عملية كتابة كتابها أشارت مُجيبة بأن الكتاب بالكامل مفضل لديها خاصة أنها دراسة نابعه من هواية وأصول عائلية فكما سبق وذكرت أن جدها قد زرع بداخلها حب الفن وهو الأمر الذي انعكس علي شخصيتها ودراستها إلا أنها قد استمتعت في عملية البحث عن المعلومات خاصة أن مصادرها كانت قليلة؛ فمتعة البحث لا تعلو عن متعة الكتابة ولا يختلفان عن متعة رؤية المنتج النهائي كطفل صغير أتى بعد عناء واشتياق كبيرين.
حوار مع د.ياسمين جزارين الباحثه

و ما كلل هذا المجهود هو تقدير اساتذتها لهذا العمل بل أنهم اثنوا على هذا العمل إلى الحد الذي اعتبره استاذها و معلمها د. صلاح القمري في مستوى رسائل الدكتوراه و لا يسعها هنا الا ان تشكر دعم استاذها الجليل ا. د صلاح القمري، د. داليا دروش ذات القلب الكبير والتي بجانب انها استاذتها الجليلة الا انها تعتبرها أختها التي لم تلدها أمها وقد كانت مصدر دعم و تشجيع لا ينتهيان و لا يمكنها أن تنسي د. محمد عبد السلام و د. مروة عبد الرشيد على ارشادهما و تفانيهم في تبسيط المعلومات لها.
وقالت متحدثه عن الرسالة التي تريد ايصالها من خلال كتاباتها بجانب أن اساس نشر هذا الكتاب هو تزويد المتخصصين في مجال تاريخ الفن و الفن المقارن بمرجع ذو ثقل باللغة العربية إلا أن هدفه أيضا تثقيف عموم القراء عن موضوع نادر التناول.
كما أنها حاولت تسليط الضوء على أهمية الحيوانات في حضارة عظيمة مثل الحضارة الهندية و كيف أن الانسان القديم لم يكن في مقدوره أكثر من النحت؛ فاستخدم موهبته في الإبداع والتواصل مع الآلهة التي كانت علي شكل حيوانات لإدراكه أهمية الحيوانات في حياته و قد ظهر إخلاصه لعبادة تلك الآلهة في دقة فنه وتفانيه في أدق تفاصيلهم والتي الآن تُدرس في أكبر جامعات العالم.
لقد حاولت إبراز أهمية الحيوانات في حياة القدماء لعل ذلك يحدث إسقاط أو يفتح آفاق القارئ لإدراك أهمية الحيوانات في وقتنا الحالي و خاصة في إحداث توازن بيئي بعد أن بتنا نعاني جراء ما جنت أيادي البشر من العبث بالطبيعة.
وذكرت انها لديها خطط لكتابة أعمال في أنواع أدبية مختلفة في المستقبل بجانب كتابها الخاص بإدارة الموارد البشرية حيث توجد بعض الأفكار المطروحة بشأن رواية بسيطة ترغب في البدء بها للأطفال
وستعمل جاهدة فيها علي زرع حب الفنون الجميلة للأطفال عن طريق” فتاة صغيرة في السن يلفت نظرها شكل الالوان في بالتة الالوان ومن هنا تبدأ في طرح عدد كبير من التساؤلات لوالدتها خريجة الفنون الجميلة وتجيب عليها بشكل بسيط وبالطبع ستقوم الأم بتقديم إجابات علمية ولكن بشكل مُبسط وستكون هذه القصة مُضاف إليها عدد من الرسومات الكرتونية الملونه والغير الملونه لتنمية مهارات الاطفال في القراءة والتلوين وربط الأحداث ببعضها البعض.
حوار مع د.ياسمين جزارين الباحثه

شهادات تدريب ورشة تدريب تحليل السياسات العامة الخاصة بالمساواة بين الجنسين، الجامعة الأمريكية، القاهرة
وأكدت على أن ما توصلت اليه هو توفيق من عند الله سبحانه وهو شيء مرضي بالنسبة لها ولكنه ليس بالتكامل الذي تطمح إليه؛ هي تري ان هناك الكثير الذي من الممكن أن تضيفه و تتعلمه
لقد وصلت لمرحلة مرضية لها بنسبة ما ولكن أمامها الكثير لإنجازه.
واختتمت حديثها بنصيحة للشباب الذين يرغبون في دخول مجال الأدب بشكل عام قائلةً: ” المجال الادبي ليس سهلاً “؛ وقد تتفاجئ بهذا الرد إلا أنه رد صادق ولا تنصح أحدًا بالدخول فيه إلا اذا كان علي قدر من الثقافة والالمام بالمواضيع التي يكتب فيها؛ فالامر لا يتوقف علي كتابة بعض الكلمات في أوراق وطباعتها فالكتاب الذي تعاقدت مع دار فصحى لتنشره اخرجته في هذه الصورة برجوعها لأكثر من ثمانين كتاب ما بين قراءة واطلاع وتوثيق.
حوار مع د.ياسمين جزارين الباحثه
فلابد أن يكون الأديب مثقفًا ملمًا بالأحداث الجارية، قارئ جيد جدًا وبذلك يكون المجال الادبي سهل عليه لكي يغوص في بحوره بقوة وجدارة.
وشملت في حديثها قُراءها ومتابعيها ترجو أن تكون قد وُفقت من الله عز وجل في تقديم معلومة جديدة قيمة تضيف إلى كل قارئ محب للفنون و للأدب بشكل عام.
وتنتظر أراء المتابعين بصدر رحب؛ فلا شك أن الكتاب سيكون غير كامل فالكمال لله وحده؛ إلا أن توجيه النقد البناء هو أحد العوامل التي يعتمد عليها الكاتب في تحسين اسلوبه وتطويره فيما بعد.
حوار مع د.ياسمين جزارين الباحثه
اقرأ أيضًا: أبو الحسن: ” التحدي هو ضرورة تكوين فكرة شاملة عن العصر التاريخي”
- اعلانات الجمهورية اليوم -