شرف المومن
كتب : عبدالرحمن مختار
إن الإنسان من حين إلى أخر يحتاج أن ينأى بعيدا عن مشاكل الدنيا وصخبها ، وأن يلوذ بنفسه
من كل فتن الدنيا التي وقع فيها ، يريد أن يشعر أن هللا يربت على قلبه ويسمع دعواته ، فيلجأ
إلى قيام الليل
قيام الليل: هى الصلاة التي يؤديها المسلم في الليل وحيدا عن كل أقاربه ومشاغله ويعلم أن هللا
- اعلانات الجمهورية اليوم -
يسمعه وقريب منه .
قيام الليل في القرآن: أهتم القرآن الكريم بقيام الليل لما فيه من المنفعة والفضائل التي تعود على المسلم
قال تعالى )تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16)
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: )كانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)
وقال تعالى: ) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينََ لَايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُأُولُو الألْبَابِ( هل يستوي من ترك لذة النوم و
الفراش وقام لربه ومن اغرته لذة الفراش َل وهللا َل يستويان.
قيام الليل فى السنه : الرسول صلى هللا عليه وسلم كان يحرص حرصا شديدا على قيام الليل
غير منقطع عنها حتى تتورم قدماه ، رغم أنه معصوم من الخطأ وغفر له ما تقدم من ذنبه وما
- اعلانات الجمهورية اليوم -
تأخر لكنه كان يقوم مبتهلا متذللا وقوله في ذلك “أفلا أكون عبدا شكورا! ” وكأنه يقول أَلا
تدرون من أعبد أو أنه غفر لي ذنوبي وعفى عني وعن سيئاتي وذللي أأترك عبادته؟ سبحان الله أَلا تستحق هذه النعمةِالغرَّاء أن أقوم في الصباح والمساء داعيا مبتهلا متبتلا “أفلا أكون
عبدا شكورا!!”
وما يفعله رسول الله يجب أن يجعل أولئك الذين ينامون عن العبادات يشعرون بالخجل من
أنفسهم فأصبحوا يقضون الفرائض متعجلين لتقضية الواجب الذي عليهم أَلا ينظرون إلى رسول الله كيف كان يتمسك بقيام الليل حتى تتورم قدماه يجب أن يعيدو النظر في أنفسهم
قيام الليل في حياة السلف : كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول:
اللهم إن جهنم ََلا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.
قال الحسن البصري: »لم أجد شيئا من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل«.
وقال أبو عثمان النهدي: »تضيِّفت أبا هريرة سبعا ، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل
ثالثا ، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا«.
يجب أن يتمسك المسلم بقيام الليل في حياته لكي ينعم بالبركة والرزق من عند الله ، ولكي يلتزم
اإلنسان في قيام الليل عليه أن يخلص النيه إلى الله سبحانه وتعالى ، ويعتزم القيام كل ليله ليؤدي
صالة قيام الليل ،وأن يلزم اإلاستغفار، وقد يبدأ بركعتين ثم الوتر ، ويستمر في الدرج حتى
يستطيع أن يقضي معظم ليله في قيام الليل متبتال هلل والدعاء له مستشعرا حالوة اإلايمان فينول
بذلك البركه في الوقت والرزق والسعاده في الدنيا واألاخرة.
- اعلانات الجمهورية اليوم -