ظاهره التحرش الالكتروني
كتبت.ايمان أبو حاتي
لقد كان للتطور التكنولوجي والانترنت اثرا كبيرا على حياه البشر الا ان هذه التاثيرات لم تقتصر على الجانب الايجابي فقط في حياتنا بل تعدى ذلك للآثار السلبيه التي جعلت الكثيرين يستخدموا الانترنت بشكل سيء يضرهم ويضر غيرهم من المستخدمين،
وحيث انتشرت الجريمه الالكترونيه بشكل كبير منذ ان تطور الانترنت ،واصبح استخدامنا للانترنت كبير وكان التحرش الالكتروني واحد من هذه الجرائم التي تؤرق الكثير من المجتمعات، فيعتبر التحرش الالكتروني من ابرز الجرائم الالكترونيه التي يتعرض لها الكثير من مستخدمي الانترنت من قبل مجموعه من المجرمين الذين يستمتعون بمضايقه ضحاياهم الكترونيا
وذلك من خلال ارسال رسائل تهديديه للضحيه سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي او البريد الالكتروني او اي موقع اخر على الانترنت ومن هنا يتبين ان ضحيه المجرم تكون محدده مسبقا ومعروفه له ولم يكن الامر عشوائيا كباقي الجرائم الالكترونيه ،حيث يعتبر المجرم نفسه أمنا بمجرد ان الانترنت يوفر له غطاء امينا من خلال تحرشه بضحيته من خلف الشاشه
فلا تستطيع الضحيه ان تعرف من هو المجرم وما هي الاسباب التي تدفعه لفعل ذلك،. فالتحرش الالكتروني كغيره من الجرائم الالكترونيه مسبوق بدوافع تدفع المتحرش لارتكاب هذه الجريمه بحق الضحيه،. وتتحدد الدوافع وراء ارتكاب جريمه التحرش الالكتروني فيما يلي.
اولا الرغبه في الانتقام من الضحيه لاسباب عديده كأن تكون الضحيه حبيب سابق او يكون هناك رفض للمتحرش من قبل،
وقد يكمن السبب وراء ارتكاب هذه الجريمه هو دافع عاطفي كرغبه المتحرش في اقامه علاقه عاطفيه مع الضحيه،
وقد يكون الدافع ارتباط وهمي لدى المتحرش بالضحيه مما يدفعه للتحرش بها ،وقد يكون دافع عشوائي او بالخطأ من قبل المجرم الذي يعجبه الامر ويكمل به ،وقد يكون الدافع هو اهداف ماديه من اجل الحصول على المال فيقوم بتهديد الضحيه من اجل دفع المال له،
وقد يرجع ذلك الى التربيه الغير سويه للمتحرش وانعدام الضمير.
وقد يكون ذلك لاضطرابات نفسيه يعاني منها المتحرش،
وقد ترجع هذه الجريمه الى سبب مهم جدا وهو نظره المجتمع للضحيه دائما بكونها الطرف الاضعف والذي يقع عليه اللوم دائما وهذا ما يدفع المتحرش للقيام بهذه الجريمه دون اي شعور بالذنب. ولكن ما يخلفه التحرش الالكتروني من الاثار السلبيه على نفس الضحيه التي تتاذى بشكل كبير منه قد يكون مشابه للتحرش على ارض الواقع في الحقيقه،
وعلى الرغم من انه يكون من خلف الشاشه ولا تعرف الشخص ولا تراه فعليا،
لكن تاثيره ربما يكون نفس تاثير التحرش الواقعي في كثير من الاحيان ومن هذه الآثار: الاثار النفسيه التي يسببها التحرش الالكتروني للضحيه والتي تختلف على حسب شخصيه الضحيه،وقد يسبب اضطرابات في النوم والطعام او التاثير على الحياه بشكل عام وقد يؤدي الى الادمان والكوابيس وتدني التحصيل الدراسي للضحيه ويؤدي ايضا الى الانعزال والانطوائيه وقله التركيز والكابه والارق والصداع والشعور بالعار والذنب الدائمين والغضب والخوف والعنف والعجز وغير ذلك من الاثار السلبيه للضحيه. فالتحرش له انواع واشكال عديده فنجدها ترجع لشخصيه المتحرش ورغبته في مضايقه الضحيه بالشكل الذي يراه مناسب له والتي تهدف بشكل اساسي للتاثير على الضحيه من اجل تنفيذ اهداف المتحرش فمن هذه الانواع والاشكال:
اختراق حساب الضحيه على الانترنت بهدف ترويعه واخافته،تهديد الضحيه باذيتها بشكل واضح من خلال حسابها على الانترنت،اخذ معلومات من اشخاص مقربين عن الضحيه،
تشر شائعات واخبار كاذبه عن الضحيه باستمرار،
ارسال رسائل مختلفه من حسابات مختلفه توحي بال ومن اشكاله ايضا التحرش الالكتروني الجنسي حيث يستخدم المتحرش الفاظ او ارسال صوره جنسيه قذره للضحيه وذلك لتحقيق اهداف جنسيه .
فالتحرش الالكتروني من الجرائم الشنيعه التي ينظر لها كانها تحرش على ارض الواقع وذلك للاذى النفسي السيئ الذي يسببه للضحيه وقد يتعدى ذلك الى الاذيه بشكل كبير للضحيه فقد يقوم بفضحه بغرض استسلام الضحيه له او اذيته كترويعه وترهيبه من اجل اهدافه الحقيره.
فمن منظور الاذيه التي يسببها التحرش الالكتروني حتى وان لم يكن على ارض الواقع فان كثير من الدول تعامله معامله التحرش الواقعي مؤكدين” بان القانون لا يمكن تجزئته” فالتحرش الالكتروني لا يختلف عن التحرش على ارض الواقع وبالتاكيد العقوبه ستكون واحده حيث تعاقب كثير من لا يعود لفعلته الحقيره.
وعلينا جميعا ان لا ننسى ان التحرش الالكتروني يعتبر جريمه شنيعه كغيره من الجرائم لذلك فلا بد من ملاحقه المتحرش ومحاسبته اينما كان.