الرعب الحقيقى

الرعب الحقيقى
كتب ملاك أسعد
لسنا بحاجة إلى مشاهدة أفلام الرعب ، يكفى لدينا ما نراه على أرض الواقع ، إذ انتشرت أخبار الحروب و الأزمات و تفشت المجاعات و الأوبئة و كثرت أحداث القتل و هتك الأعراض و ازدادت حالات اغتصاب حقوق الآخر و حرمته و كأنه ملكا له ، و تتداول تلك العناوين من وقت لآخر ، ينفلت رباطة جأشك و لم تتماسك حتى تتنفس الصعداء و تغلق التلفاز ، ثم تمضى الى قراءة الروايات الخيالية التى نرسم بها أحلامنا ، و لكن لم تدم طويلا ؛ لنأيها عن الواقع مهما أظهرت مدى قوة و ذكاء البطل او هزيمة الوحش الشرير.
لقد سئمنا من كافة وسائل الترفيه المعتادة ، و لن يتبق لدينا سوى الإنسان ، اتضح الآن ان الانسان بحاجة إلى مجال يفرغ فيه طاقته التى اكتسبها من المحيط و يشعر بنشوة الانتصار ، و يخوض مغامرته الخاصة إذ يطارد شخص بسيارته حتى يسقط مضرجا بالدماء ، ثم يخرج من سيارته ممسكا هاتفه فى بث مباشر ، ثم يقتطع رأسه مستخرجا اللسان لعمل حلوى للأطفال و الأعين لصنع اللادن ، ثم ينزع أطرافه لعمل مضارب تنس نظرا لشدة متانتها عن اترابها ذات خصائص صناعية ، اما عن باقى جسده أدعو الله أن تسن القوانين بعدم المساس به ، و قد يساوره بعض الشك فكيف تشرع القوانين ضد الرغبات و المتع البشرية ؟
ألم تجد ذلك أكثر متعة من مشاهدة أفلام الرعب؟