مطالبات بالتحقيق مع ترامب
كتب «هلال العزقه»
تزايدت الدعوات في الأوساط السياسية الأمريكية لإجراء تحقيق شامل مع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وذلك بعد إعلانه الأخير الذي أدى إلى تحرك كبير ومفاجئ في الأسواق المالية. فقد تقدّم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين برسالة رسمية إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، يطالبون فيها بفتح تحقيق حول احتمال تورط ترامب وعدد من المحيطين به في تلاعب محتمل بالأسواق، أو استخدام معلومات داخلية لتحقيق مكاسب مالية، وهو ما يُعد انتهاكاً مباشراً لقانون الأوراق المالية الأمريكي.
الرسالة، التي نقلتها صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، شددت على ضرورة التحقيق فيما إذا كان ترامب أو أي من أعضاء حكومته أو كبار المانحين أو المسؤولين المقربين منه قد استفادوا من تصريحات الرئيس التي أدلى بها يوم 9 أبريل 2025، حيث قال حينها: “الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في سوق الأسهم”. هذا التصريح جاء قبل ساعات فقط من قراره المفاجئ بتعليق الرسوم الجمركية التي سبق أن أعلنها، والتي كان من المقرر أن تُفرض على واردات العديد من الدول، باستثناء الصين.
وقد أشار أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم إلى أن إعلان ترامب المفاجئ عن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا جاء في وقت حرج، بعد عدة أيام من الانخفاض الحاد في الأسواق المالية، وهو ما أدى إلى انتعاش تاريخي في سوق الأسهم، وعودة قوية للثقة بين المستثمرين، وهو ما يثير شبهات قوية حول وجود نية للتأثير على السوق بصورة متعمدة.
من بين الموقعين على الرسالة، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من ولاية نيويورك، والسيناتورة التقدمية إليزابيث وارن من ماساتشوستس، بالإضافة إلى السيناتور مارك كيلي، والسيناتور روبن جاليغو من أريزونا، والسيناتور آدم شيف من كاليفورنيا، وأيضًا السيناتور رون وايدن من ولاية أوريجون. جميعهم أعربوا عن قلقهم من احتمال وقوع تداول داخلي لمعلومات غير معلنة واستغلال منصب الرئيس للتأثير في السوق.
مطالبات بالتحقيق مع ترامب
ورغم هذه المطالب، رفض المتحدث الرسمي باسم هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية التعليق على هذه المزاعم، فيما سارع البيت الأبيض، عبر المتحدث كوش ديساي، إلى الدفاع عن ترامب، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي يتحمل مسؤولية طمأنة المواطنين والأسواق خلال الفترات المضطربة، نافيًا بشدة أي شبهات تتعلق بالتلاعب.
في الوقت نفسه، نشر ترامب على منصته “تروث سوشيال” قبل الإعلان الرسمي عن تعليق الرسوم، منشورًا مقتضبًا قال فيه: “إنه أفضل وقت للشراء”، وأرفق المنشور برمز “DJT”، في إشارة إلى شركة “Trump Media & Technology Group”، المالكة لمنصة “تروث سوشيال”، والتي يمتلك ترامب فيها حصة تصل إلى 53%.
وبعد ساعات قليلة من هذه التطورات، شهدت الأسواق المالية موجة صعود غير مسبوقة. فقد ارتفعت أسهم الشركات الكبرى في وول ستريت بقيمة إجمالية بلغت نحو 1.5 تريليون دولار خلال ليلة واحدة فقط. كما صعد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 9.5%، مستعيدًا ما يقرب من 4 تريليونات دولار من قيمته، وهي تعادل حوالي 70% من الخسائر التي تكبدها خلال الجلسات الأربع السابقة. وسجل مؤشر “ناسداك” أكبر ارتفاع يومي له من حيث النسبة المئوية منذ أكثر من عشر سنوات، بينما ارتفع مؤشر “داو جونز” كذلك، وسط موجة تفاؤل غير معتادة من المستثمرين.
وكان من أبرز المستفيدين من هذا الصعود الحاد شركة “ترامب ميديا”، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 22.67% في يوم واحد فقط، ما أدى إلى زيادة حصة ترامب الشخصية بأكثر من 400 مليون دولار خلال 24 ساعة فقط، وهو ما زاد من حدة الانتقادات وعمّق المخاوف حول استغلال النفوذ السياسي في تحقيق مكاسب مالية خاصة.