ماكرون يدعو نتنياهو إلى وقف الهجمات على غزة ودعم الخطة العربية لإعادة الإعمار
ماكرون يدعو نتنياهو
كتب «هلال العزقه»
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ضرورة وقف الهجمات العسكرية على قطاع غزة، والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، مشددًا على أن السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع يمثل أولوية قصوى لتخفيف المعاناة التي يعيشها السكان المدنيون. وأكد ماكرون أن فرنسا تدعم بشكل كامل الجهود العربية الهادفة إلى إعادة إعمار غزة، معتبرًا أن تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في القطاع يعد خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
وخلال محادثاته مع نتنياهو، أوضح ماكرون أن الوضع الإنساني في غزة بات مقلقًا للغاية، وأن الاستمرار في العمليات العسكرية لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، مطالبًا الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات جدية تجاه وقف إطلاق النار، والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار لن يكون فعالًا إلا إذا التزمت به جميع الأطراف، داعيًا حركة حماس أيضًا إلى قبول الهدنة والعمل على خفض التصعيد كخطوة أولى نحو حل سياسي شامل.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده لن تتوقف عن دعم الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إعادة إعمار غزة، موضحًا أن الخطة العربية التي تدعمها فرنسا تهدف إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد المحلي في القطاع، ما سيساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية. وأضاف أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم بمعزل عن إيجاد أفق سياسي واضح يضمن التوصل إلى حل شامل وعادل للصراع.
كما شدد ماكرون على أن الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتمثل في حل الدولتين، بحيث يكون لكل طرف الحق في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليًا. وأكد أن أي محاولات لفرض تغييرات ديموغرافية على الأرض، مثل التهجير القسري للفلسطينيين أو ضم الأراضي من قبل إسرائيل، تتناقض تمامًا مع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام، بل تزيد من حدة التوتر وتفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في منع تفاقم الأزمة، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والالتزام بالمسارات الدبلوماسية بدلاً من اللجوء إلى العنف. وأوضح أن فرنسا مستعدة للعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل تعزيز جهود السلام، مؤكدًا أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
واختتم ماكرون تصريحاته بالتأكيد على أن بلاده ستواصل دعم القضية الفلسطينية ضمن إطار الشرعية الدولية، وستعمل مع القوى الكبرى لضمان الوصول إلى حلول عادلة ودائمة تضمن حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. كما شدد على ضرورة التعاون بين المجتمع الدولي والدول الإقليمية للضغط على جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات، والعمل على تنفيذ خطوات ملموسة تضمن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.