الجمهورية توداي
جريدة شبابية مستقلة

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

مصر تواصل جهودها لإنهاء الصراع وإعادة إعمار غزة

مصر تواصل جهودها لإنهاء.الصراع

كتب «هلال العزقه»

تواصل مصر جهودها المكثفة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، سعيًا لإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون منذ ما يقرب من 17 شهرًا. وتعمل القيادة المصرية على تحقيق تسوية سلمية عادلة تضمن الاستقرار الدائم في المنطقة، وهو ما تناوله وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في مقاله المنشور بصحيفة “ذا هيل” الأمريكية، حيث استعرض تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، ورؤية القاهرة لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني بالتعاون مع الإدارة الأمريكية، مؤكدًا أن مصر تسعى للتوصل إلى “اتفاق تاريخي” ينهي الصراع المستمر ويضع أسسًا راسخة للسلام.

 

الوضع الإنساني الكارثي في غزة

 

أوضح عبد العاطي أن الفلسطينيين في غزة يعانون منذ أكثر من 16 شهرًا أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة تُعد من أسوأ الكوارث الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن ما يقرب من مليوني شخص في غزة نزحوا داخليًا، فيما قُتل أو جُرح أكثر من 150 ألف شخص وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة. كما تضررت البنية التحتية بشكل بالغ، حيث تعرض 50% من المستشفيات والمرافق الطبية للتدمير، بينما تضررت 88% من المدارس بشكل جزئي أو كلي. كما لحق الضرر بنحو 68% من الأراضي الزراعية وتعطلت 68% من شبكات الطرق.

 

وأكد أن هذه الحرب لم تقتصر على استهداف حركة “حماس”، بل امتدت لتشمل كافة السكان المدنيين والبنية التحتية الحيوية في القطاع. وللتعامل مع هذه الأزمة، شدد على ضرورة اتخاذ خطوتين حاسمتين:

 

1. خطة إنسانية شاملة تهدف إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين عبر برامج الإنعاش المبكر وإعادة الإعمار.

 

 

- اعلانات الجمهورية اليوم -

2. خارطة طريق سياسية تضع حدًا نهائيًا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، ليكون هذا النزاع المسلح هو الأخير.

 

 

 

خطة مصر لإعادة إعمار غزة

 

كشف وزير الخارجية المصري أن القاهرة وضعت خطة متكاملة متعددة المراحل ومحددة زمنيًا لإعادة إعمار غزة، تمتد من عام 2025 إلى 2030، وتحظى بدعم كامل من 22 دولة عربية. تتضمن الخطة ثلاث مراحل رئيسية:

مصر تواصل جهودها لإنهاء.الصراع

المرحلة الأولى: تستغرق ستة أشهر، وتهدف إلى تقديم إغاثة عاجلة من خلال توفير آلاف الوحدات السكنية المؤقتة، بما في ذلك الكرفانات والمنازل الجاهزة والخيام، لاستيعاب 1.2 مليون فلسطيني. كما تشمل هذه المرحلة إزالة وإعادة تدوير ما يقرب من 50 مليون طن من الأنقاض، بالإضافة إلى إزالة الذخائر غير المنفجرة.

 

المرحلة الثانية والثالثة: تركزان بالكامل على إعادة الإعمار طويل الأمد، وتشمل بناء 400 ألف وحدة سكنية دائمة تستوعب 2.7 مليون فلسطيني، وإعادة تأهيل الطرق، واستصلاح 20 ألف فدان من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى بناء ميناءين، ومطار، ومحطات طاقة شمسية، ومراكز خدمية تشمل المرافق التعليمية والصحية والحكومية.

 

 

- اعلانات الجمهورية اليوم -

تحقيق الاستقرار السياسي والأمني

 

أكد عبد العاطي أن إعادة إعمار غزة لا يمكن أن تتم دون تحقيق استقرار سياسي وأمني حقيقي. ولهذا السبب، تدعو مصر إلى تشكيل لجنة فلسطينية جديدة لإدارة غزة، تتألف من تكنوقراط مستقلين غير تابعين لأي فصيل سياسي، على أن تتولى هذه اللجنة إدارة المساعدات الإنسانية والإشراف على مرحلة انتقالية تمهد لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

مصر تواصل جهودها لإنهاء.الصراع

وفي الوقت ذاته، تعتزم مصر البدء فورًا في تدريب آلاف من ضباط الشرطة الفلسطينية لإعادة فرض النظام، ومكافحة الفوضى، واستعادة ثقة المواطنين. كما أشار عبد العاطي إلى ضرورة استعادة القانون والنظام في غزة، لضمان عدم تكرار جولات العنف في المستقبل.

 

دور المجتمع الدولي في إعادة الإعمار

 

شدد عبد العاطي على أن التحدي المتمثل في إعادة إعمار غزة أكبر من أن تتحمله دولة واحدة بمفردها، مما يستدعي جهدًا دوليًا مشتركًا. ولتحقيق ذلك، تعتزم مصر استضافة مؤتمر دولي حول إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، بهدف جمع التمويل اللازم من الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية، حيث تقدر تكلفة الخطة بحوالي 53 مليار دولار.

 

كما أكد أن الخطة المصرية تعتمد على معايير التخطيط الحضري المستدام، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مستفيدين من خبرة مصر الطويلة في عمليات إعادة الإعمار التي تلت جولات القتال السابقة بين إسرائيل وحماس.

 

آفاق الحل السياسي ومستقبل القضية الفلسطينية

 

بينما تعمل مصر على معالجة الأزمة الإنسانية والأمنية في غزة، فإنها تدرك أن الحل السياسي هو الأساس لضمان سلام دائم. لذلك، تدعو القاهرة إلى التوصل إلى حل سياسي شامل يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، ليتمكن الفلسطينيون أخيرًا من العيش بحرية بعيدًا عن الاحتلال الإسرائيلي.

 

التعاون مع الإدارة الأمريكية

 

أشاد وزير الخارجية المصري بدور الولايات المتحدة في دعم جهود السلام، مشيرًا إلى أهمية قيادة الرئيس الأمريكي في هذه المرحلة الحاسمة. ولفت إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بشأن رفض تهجير الفلسطينيين من غزة تعكس التزامًا حقيقيًا بحل الأزمة بشكل عادل، معربًا عن تطلع مصر للعمل مع واشنطن للوصول إلى “صفقة تاريخية” تنهي النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتحقق الأمن والازدهار لكلا الشعبين.

 

و في ظل التحديات الهائلة التي تواجه قطاع غزة، تواصل مصر لعب دورها المحوري في دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، أو عبر جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل. ومع استمرار المساعي المصرية لجمع الدعم الدولي، يبقى الأمل معلقًا بإرادة سياسية جادة تضمن للفلسطينيين حقهم في الحياة الكريمة والأمن والاستقرار، بعيدًا عن دوامة العنف التي استمرت لعقود.

 

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.