اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة اليوم.
كتبت: أميرة الحديدي.
شهدت مدينة شرم الشيخ خلال الأيام الماضية مفاوضات مكثفة بين وفدي إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، انتهت بالإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها فرصة نادرة لاستعادة الهدوء الإنساني بعد شهور من القتال العنيف.
جاء الاتفاق بعد تصعيد عسكري خلف آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا في البنية التحتية، وسط تدهور إنساني غير مسبوق في القطاع، وقد لعبت مصر دور الوسيط الرئيسي في المفاوضات التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، بينما ساهمت قطر في تيسير التفاهمات المتعلقة بتبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين.
تزامن التوصل إلى الهدنة مع ضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب، خاصة بعد تكرار دعوات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لوقف العمليات العسكرية فورًا، عقب تحول غزة إلى منطقة منكوبة إنسانيًا، كما شهدت عدة عواصم غربية مظاهرات واسعة تطالب بوقف الحرب، ما زاد من الضغط على الحكومات الداعمة لإسرائيل.
ويرى محللون أن العامل السياسي كان الأبرز في توقيت الاتفاق، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، فالإدارة الأمريكية الحالية تسعى لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط لتفادي تأثير الحرب على صورتها أمام الناخبين، بعد تصاعد الانتقادات بسبب الدعم غير المحدود لإسرائيل، وفي المقابل، تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على علاقتها الوثيقة بواشنطن وعدم إغضاب الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة الحساسة.
ميدانيًا، لم يتمكن أي من الطرفين من تحقيق حسم واضح، إذ عانت المقاومة الفلسطينية من استنزاف في الموارد، بينما واجهت إسرائيل مقاومة شرسة داخل القطاع وتكبدت خسائر بشرية وميدانية، لذلك، يُنظر إلى وقف إطلاق النار باعتباره استراحة تكتيكية للطرفين أكثر من كونه نهاية دائمة للصراع.
ويُتوقع أن يمهد الاتفاق الطريق أمام مشروعات إعادة إعمار غزة، وهو ملف يحمل مصالح اقتصادية كبيرة للدول الوسيطة والشركات الدولية، إلى جانب محاولات تحسين الوضع الإنساني عبر فتح المعابر وتدفق المساعدات.
وفي النهاية، يمكن القول إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لم يكن مجرد نتيجة لضغط إنساني أو رغبة في السلام، بل جاء نتاجًا لتوازن دقيق بين المصالح السياسية، والتعب الميداني، والحسابات الانتخابية الأمريكية.
ويبقى السؤال المطروح: هل تصمد الهدنة طويلًا، أم أنها مجرد هدوء مؤقت قبل جولة جديدة من الصراع؟
اقرأ أيضًا: القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 162 ضباط صف مُعلمين.