الدكتور المصري عمرو خلف شحات يفوز بالمركز الثالث عالميًا لجائزة أفضل بحث في علم المصريات من مركز البحوث الأمريكي.
كتبت:رانيا سلامه قطب.
استغرق الدكتور عمرو خلف خمس سنوات، في العمل كباحث متخصص في قسم الآثار في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس.
وكانت تجارب بحثة بالاشتراك مع معامل جامعة كاليفورنيا بركلى وهى نفس الجامعة التى حصل من خلالها العالم المصري أحمد زويل على جائزة نوبل و قدم فيها الكثير من الإنجازات فقد فاز الدكتور المصري عمرو خلف في دراسة على النباتات الاثرية بجائزة عن بحث له في علم المصريات بمؤتمر مركز البحوث الأميركي، حيث حصد بحثه المركز الثالث عالميا وذلك يوم السبت الموافق ٢٤ إبريل ٢٠٢١.
والجدير بالذكر أنه قد حصل على المركز الأول في عام 2018 في دراسة شرح طرق استخلاص النباتات القديمة وافادتها العلمية.
جاءت فكره البحث بعدما رأى رغيف خبز يرجع لعهد الملكة حتشبسوت يوجود بمتحف إحدى الجامعات الأمريكية، حيث كان الرغيف متواجدًا مع “قربان” في آثاث معبدها، حسبما ذكر في حديثه مع “الجمهورية اليوم”، ان ما لفت نظره إلى الاهتمام بالبقايا النباتية وعندما قام بالبحث عليه كان الرغيف غنيا بالألياف، وقيمته الغذائية تفوق بكثير القيمة الغذائية الموجودة في خبز هذه الأيام، فضلا عن أن حجم حبة القمح كان أكبر ويحتوى على فصائل قمح نادرة الان، مما حفزه للبحث عن طبيعة النباتات الموجودة في زمن الفراعنة، فاكتشفت وجود فصائل كثيرة من القمح وكذلك نباتات كثيرة لم تعد موجودة الآن وذلك بسبب عاملين الأول تغيرالمناخ وزيادة درجة حرارة الكون، والعامل الثاني مدى خصوبة التربة التى تختلف الان عن بواقي الأكل والشرب لدى الفراعنة، مضيفًا أنه اكتشف بعد ذلك أن مياه النيل هى أصل الحياة للنباتات والحيوانات والبشر في مصر، ما جعله يهتم بمعرفة تكوين نظائرها الكيميائية ومدى اختلاف النباتات على ضفاف النيل مقارنة بالأماكن الأخرى، عن طريق رصده نظائر الأكسجين لمياه النهر ومقارنتها بانهار اخرى.
كما ذكر دكتور عمرو خلف أن دراسته كانت تقوم أيضا على التفريق بين النباتات القديمة والحالية من حيث النظائر الكيميائية للكربون وهو ما يكشف عن المناخ الذي زرع فيه النبات، إن كان في فترة جفاف أم فترة وفرة مياه، لأن ذلك يظهر على النبات عبر مؤشر للجفاف.
وأشار إلى أن دراسته كانت تبحث أيضا النيتروجين المسؤول عن تكوين البروتين في النبات، فكلما زادت خصوبة التربة كانت نسبة النيتروجين فيها أعلى، وبالتالي القيمة الغذائية للنبات وللحوم الحيوانات التي تتغذى على النباتات أعلى من الوقت الحالي، وذلك بسبب اختلاف المناخ وزيادة درجة حرارة الأرض وكذلك بناء السدود على نهر النيل.
- اعلانات الجمهورية اليوم -
وقد اكتشف الباحث المصري، أن النباتات المصرية ليست مسجلة لحالة المياه فقط، بل سجلت المناخ في مصر خلال وقت الفراعنة، وأسلوب إدارتهم للمياه، ونسبة خصوبة التربة في مصر القديمة، حيث كانت نسبتها عالية بسبب طمي النيل الذي كان يفيد الدورة الزراعية بالمعادن والبروتين، وحالة الجو كانت أفضل ونسبة الرطوبة النسبية الازمة لنمو النبات افضل، وكذلك أسلوب إدارة المياه ، لافتًا إلى أن تغير المناخ حاليًا، مع بناء السدود واستخدام المخصبات الصناعية المشتقة من مستخلصات البترول، هو المسؤول عن تشكيل الفارق مع الماضي.
- اعلانات الجمهورية اليوم -
كما أشار أن البحث له إفادتين، اولا من الناحية الأدبية تفيد المؤرخين معرفة النباتات المصرية والنباتات المستوردة التى ترمز لتاريخ العلاقات مع الحضارات الاخرى ما يكشف أيضا حجم التبادل الثقافي والتجاري بين مصر والدول التي حولها واستيراد النباتات جزء منها، ثانياً يفيد البحث العلماء المهتمين بتغير المناخ والزراعة والتغذية عبر دراسة النباتات المحلية وطبيعة المناخ وتغير التربة وأثرها في تكوين النباتات والبشر الذين يعيشون حول النيل ويشكل طبيعة حياتهم ثقافيا وصحيا.
—
Amr Khalaf Shahat
Interdepartmental PhD in archaeology program,
Cotsen Institute of Archaeology,
University Of California Los Angeles


دورة مياة الانهار واثر تغير المناخ والسدود عليها وعلى النباتات التى تنمو بها. صورة من نهر الاردن Jordan river بولاية يوتا Utah
- اعلانات الجمهورية اليوم -