الجمهورية توداي
جريدة شبابية مستقلة

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

غزة تحت وطأة الموت ..أمهات يبكين أطفالهن وسماء لا تعرف إلا ألوان النار

كل دقيقة شهيد

كتب : عبدالرحمن محمد

تعيش غزة تحت سماء ملونة بالدخان والنار، كل زاوية فيها تحكي قصة حزن لا تنتهي، حيث تشتعل قلوب الأمهات بمرارة الفقد، وتغرق العيون بدموع لا تنضب، في كل بيت شهيد أو جريح، وفي كل شارع أنقاض تحمل ذكريات لم تكتمل، هذا القطاع الصغير الذي لا يتجاوز حجمه خريطة على الورق، أصبح مسرحًا لدماء الأبرياء وأوجاع المظلومين، كل لحظة تمر تحمل صوت صراخ طفل أو أنين عجوز، فيما يتجمد العالم أمام هذه الكارثة دون حراك، غزة لم تعد مدينة بل أصبحت جرحًا مفتوحًا في قلب الإنسانية.

تشهد غزة تصعيدًا مستمرًا في العدوان الإسرائيلي، حيث تستمر المماطلة في إعلان اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة تبادل المحتجزين، وكشفت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” عن دور رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نيتانياهو” في وضع شروط جديدة تعرقل الاتفاق، بينما يظل القطاع يعاني من حصار خانق يزيد من حجم الكارثة، هذه الشروط لا تمثل إلا محاولة لإطالة أمد الحرب، فيما يقف المدنيون وحدهم في مواجهة الموت والدمار.

وفي ظل هذه الأوضاع، وجه مفوض عام وكالة “أونروا”، “فيليب لازاريني”، نداءً عاجلاً لوقف هذا النزيف، مؤكدًا أن الحرب لا تميز بين طفل وشيخ أو امرأة ورجل، وأشار إلى استشهاد أكثر من “14,500 طفل” منذ بدء العدوان، مؤكدًا أن هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام في تقارير إحصائية، بل أرواح أزهقت وأحلام تحطمت، هذا الرقم يكشف الوجه الحقيقي للمأساة التي يعيشها القطاع، حيث تتحول كل دقيقة إلى وداع جديد.

وأفادت منظمة “أوكسفام” بأن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة التجويع بشكل منهجي ضد سكان غزة، موضحة أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع تكاد تكون معدومة، حيث لم يتمكن سوى “12 شاحنة” فقط من عبور المعابر لتوصيل الغذاء والماء، خلال شهرين ونصف، هذا الرقم الضئيل يعكس الحصار المطبق الذي يهدد حياة أكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع، هذه السياسة لا تهدف فقط إلى تدمير الحاضر، بل إلى إطفاء أي أمل في المستقبل.

- اعلانات الجمهورية اليوم -

يأتي هذا في وقت أوصى فيه رئيس الموساد “ديفيد برنياع” بتوجيه ضربات إلى إيران بدلاً من الحوثيين، معتبرًا أن استهداف إيران هو الخيار الأكثر تأثيرًا، تصريحات برنياع تعكس نية الاحتلال الإسرائيلي في توسيع رقعة المواجهة، ما يضع المنطقة بأكملها على حافة كارثة جديدة، هذه التصعيدات تؤكد أن الأزمة ليست مجرد نزاع محلي، بل هي جزء من لعبة سياسية كبرى يدفع ثمنها الأبرياء في غزة.

- اعلانات الجمهورية اليوم -

ويبقى المجتمع الدولي متفرجًا على هذه المأساة الإنسانية دون أن يتحرك لإنهاء الكارثة، فبينما تتوالى بيانات الإدانة والشجب، تظل آلة الحرب مستمرة في قصف البيوت وقتل المدنيين، غزة تحتاج إلى أفعال حقيقية توقف هذا العدوان، لا إلى كلمات لا تداوي جراحًا ولا تعيد أرواحًا، ومع كل دقيقة يمضيها العالم صامتًا، تزداد معاناة الشعب الفلسطيني في ظل قصف لا يفرق بين مدني وعسكري.

ويظل الأطفال هم الضحايا الأكبر لهذه الحرب، إذ تحولت طفولتهم إلى كابوس من الخوف والرعب، هؤلاء الأطفال الذين كان ينبغي أن يعيشوا حياة مليئة باللعب والفرح، باتوا يكبرون على صوت الانفجارات ومرأى جثث أحبائهم، الحرب لا تدمر حاضرهم فقط، بل تصنع جيلًا مشوهًا نفسيًا وأخلاقيًا، حيث يحمل كل واحد منهم آثار الألم والظلم.

وسط كل هذا، تستمر غزة في إرسال نداءاتها للعالم، نداءات مغطاة بالدموع وممهورة بالدماء، لعلها تصل إلى قلوب تحركها الإنسانية، هذا القطاع الذي يقاوم بكل ما لديه من قوة، يحتاج إلى دعم حقيقي لإنقاذ ما تبقى، غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت الحصار، بل هي رمز للصمود أمام آلة الحرب، وصوت لكل مظلوم يبحث عن العدالة والحرية.

 

إقرأ أيضا :

وزير الشئون النيابية والقانونية يلتقي رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.