قصر البارون
كتبت: شروق هارون.
كان في نهاية القرن الـ 19، وخاصًا بعد إفتتاح قناة السويس بوقت قصير، قد وصل إلى مصر المهندس البلجيكي “بارون إمبان”، الذي إندهش بجمال مصر وحضاراتها العريقة.
وأتخذ البارون قرار بعد زيارته لمصر، وهو أنه يريد أن يكمل باقي حياته بها، وكتب في وصيته أنه يريد بعد وفاته أن يُدفن في مصر.
البارون أمبان
وأرد البارون أن يستقر بدولة مصر فقام بالتخطيط لبناء قصرًا يليق بمكانته؛ لأنه كان وقتها أشهر مهندس في أوروبا، وأستمر بناء القصر لمدة 5 سنوات تقريبًا حتى أنتهى من بناءه، وكان البارون قد بنى القصر على الطراز الهندي؛ لإن عندما كان في بداية سن شبابه قد أصيب بمرض خطير، ولكن أنقذه الهنود، ولذلك فقرر أن يبني القصر على طرازهم، وأضاف البارون للقصر الكثير من اللوحات الغامضة.
القصر وهو تحت الإنشاء
وأنتهت عمليات بناء القصر سنة “1911”، وكان من ضمن تصميمات القصر هي أن الشمس تدور حوله طول النهار؛ وذلك لأنهم إستخدموا العاج والمرمر والزجاج البلجيكي في بناءه.
وكان يوجد غرفة بالقصر يطلق عليها الغرفة الوردية التي كانت مليئة بالمرايات الضخمة، وأن البارون قد بنى هذه الغرفة لنفسه، ولا يسمح لجميع من يعيشوا معه أن يدخلوا إليها؛ لأنه كان يمارس بها الطقوس الشيطانية.
القصر بعد الإنتهاء من أعمال البناء
وذُكر أن وقت إفتتاح هذا القصر قد حضر السلطان “حسين كامل”، الذي كان سلطان مصر وقتها، وقد أنبهر بجمال القصر، وحاول بالعديد من الطرق أن يقنع البارون حتى يبيع له القصر، ولكنه ظل يصمم على قراره، وأنه لا يريد أن يبيعه أبدًا.
السلطان حسين كامل
وسافر البارون وعائلته إلى لندن بعد كثرة محاولات السلطان حسين كامل لشراء القصر، وبعد أن تُوفى السلطان عاد البارون إلى مصر هو وعائلته.
وتعرفت إبنه البارون “آن” على صديقة كان اسمها “سيلڤيا”، والتي كانت هي السبب في هلاك آن وعائلتها بأكملها؛ لأنها جعلتها تقوم بممارسة الطقوس الشيطانية لكي يستدعوا الشيطان، وبعد ممارستهم لهذه الطقوس في الغرفة الوردية جعل العائلة تهلك واحدًا تلو الآخر.
ووجد البارون في إحدى الأيام زوجته قد ماتت خنقًا، وبعدها بفترة قصيرة سمع صراخ أخته وذهب إلى غرفتها، وعندما وصل وجدها ألقت نفسها من النافذة، وبعدها بفترة أيضًا قد وجد أخيه في إحدى السراديب مُتوفيًا، وأستمرت حالة آن تسوء حتى قامت بالإنتحار، ومن بعدها وجد البارون إبنة الصغيرة على حافة بئر مُتوفية.
وأصيب البارون بعد كل هذه الأحداث بالجنون، وتم نقله إلى بلجيكا، وقد تُوفى في عام “1920”، وتم دفنه بمصر وذلك حسب ما كتب في وصيته.
وذهب بعض الشباب للقصر في سنة “1997” لعمل بعض الطقوس الشيطانية بالقصر، ولكن تم القبض عليهم وتحولت قضيتهم لقضية رأي عام وقتها.
والجدير بالذكر أن قد أنتهت الدولة بأعمال ترميم قصر البارون، وأن تم إفتتاحه في يوم 29 يونيو لعام “2020”، وذلك بحضور رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار خالد العناني.
قصر البارون بعد ترميمه في عام “2020”
– أقرأ المزيد: أحداث إستاد بور سعيد.. الدماء بكل مكان.