فضل قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة.

فضل قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة.

كتبت: أميرة الحديدي.

تُعد آية الكرسي أعظم آية في كتاب اللّٰه، وهي من الآيات التي جمعت الكثير من أسماء اللّٰه تعالى فقد ذُكر فيها 17 اسمًا للّٰه عز وجل، منها الاسم الأعظم الذي لا يُرد دعاء المسلم عند الدُّعاء به.

ودلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، فروى أبو أمامة الباهلي رضي اللّٰه عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى اللّٰه عليه وسلم- أنه قال: “مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ”. أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.

وقال الإمام ابن كثير رحمه اللّٰه في تفسيرها: “آية الكرسي لها شأن عظيم فقد صح الحديث عن رسول اللّٰه – صلى اللّٰه عليه وسلم – بأنها أفضل آية في القُرآن الكريم .. عن أُبي هو ابن كعب أن النبيّ – صلى اللّٰه عليه وسلم – سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال: اللّٰه ورسوله أعلم فرددها مرارًا ثم قال: آية الكرسي”.

وآية الكرسي هي قوله تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ”. سورة البقرة الآية 255، وسميت بهذا الاسم لذكر الكرسي فيها.

ملخص ما ذكره ابن كثير في تفسيره لآية الكرسي.

(اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) إخبار بأن اللّٰه هو المتفرد بالإلهية لجميع الخلائق.

(الْحَيُّ الْقَيُّوم) أي الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا القيم لغيره، فجميع الموجودات مفتقرة إليه، وهو غني عنها لا قوام لها بدون أمره.

(لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) أي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه، لا يغيب عنه شيء، ولا تخفى عليه خافية.

(لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه.

(مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه جل وعلا، فلا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه له في الشفاعة.

(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

(وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء) أي لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه.

(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) عن ابن عباس قال: علمه… ثم نقل ابن كثير عن ابن جرير أنه قال: وقال آخرون: الكرسي موضع القدمين… ثم ذكر عن ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا أن: كرسيه موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل، ثم ذكر عن أبي ذر مرفوعًا: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض.

(وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا) أي لا يثقله ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما؛ بل ذلك سهل عليه يسير لديه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه.

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ: أي أن اللّٰه تعالى فوق خلقه، فلا يعلو إلى مقامه الرفيع أحد، وهو أيضًا الكبير ذو الهيبة والجلال المتعالي بعظمته جل جلاله على كل عظيم.

فضل قراءة آية الكرسي عند النوم.

ويستحب قراءة آية الكرسي أيضًا عند النوم، فقد صح بها الحديث عن رسول اللّٰه ﷺ أنها من أسباب العافية من الشيطان، والحفظ من الشيطان، عند النوم، إذا أراد أن ينام من الليل.

اقرأ أيضًا: من ينجو من القصف يموت جوعًا.. مجاعة شديدة تضرب شمال قطاع غزة.