حرب الاستنزاف
كتب: محمد محمود
بعد هزيمة حرب 1967، عاهد المصريون أنفسهم على استعادة أراضيهم المحتلة، ففي 8 مارس 1969، أطلق الرئيس جمال عبد الناصر شرارة حرب الاستنزاف، مُعلناً بدء رحلة نضالٍ استمرت 1,000 يوم.
معركة راس العش: انتصار معنوي هائل
في 14 يوليو 1967، شن الجيش المصري هجوماً مدفعياً ضخماً على مواقع إسرائيلية على طول قناة السويس، مُطلقاً بذلك شرارة تلك الحرب.
تلا ذلك معركة راس العش الشهيرة، حيث تمكنت القوات المصرية من تدمير خط بارليف الإسرائيلي المُحصن، مُحققةً انتصاراً معنوياً هائلاً.
تكتيكات جديدة وبطولات عظيمة:
اتخذت حرب الاستنزاف أشكالاً مختلفة، من حرب المدفعية إلى الغارات الجوية والعمليات الخاصة. تميزت هذه الحرب بظهور تكتيكات جديدة، مثل حرب الصواريخ وحرب العصابات، والتي أثبتت فعاليتها في استنزاف القوة الإسرائيلية.
معركة “الدفاع الجوي”: صمودٌ أسطوري
في الثلاثين من يونيو عام 1970، سطّر رجال الدفاع الجوي المصري ملحمة تاريخية خالدة. ففي ذلك اليوم،
تم الإعلان عن اكتمال بناء حائط الصواريخ على امتداد جبهة قناة السويس، ليشكل نقطة تحول حاسمة في مسار الصراع العربي-الإسرائيلي.
ما إن انطلقت صواريخ الدفاع الجوي المصرية خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو حتى فوجئ العدو الإسرائيلي بسقوط طائراته من طراز “الفانتوم وسكاى هوك” على جبهة القتال.
انهار التفوق الجوي للعدو، ووضعت مصر اللبنة الأولى في صرح الانتصار العظيم الذي تحقق في حرب أكتوبر 1973.منذ ذلك الحين،
اتخذت قوات الدفاع الجوي من هذا التاريخ ذكرى وعيدًا يُحتفل به كل عام، تخليدًا لبطولات رجالها الذين دافعوا عن سماء الوطن وقدموا أرواحهم فداءً لمصر.
النتائج: نصرٌ دبلوماسي وعسكري
انتهت حرب الاستنزاف في 7 أغسطس 1970 باتفاق وقف إطلاق النار، ولم تُنهِ الصراع العربي الإسرائيلي. ومع ذلك، حققت مصر انتصارًا دبلوماسيًا هامًا، حيث تمكنت من إعادة فتح قناة السويس جزئيًا.
رمزٌ للصمود والعزيمة:
حرب الاستنزاف رمزًا للصمود والعزيمة المصرية في وجه الاحتلال الإسرائيلي. أثبتت هذه الحرب أن مصر لن تستسلم أبدًا، وأنها ستواصل النضال حتى استعادة كامل أراضيها.
إرثٌ خالد:
خلّفت حرب الاستنزاف إرثًا خالدًا للأجيال القادمة. وأظهرت هذه الحرب قدرة المصريين على التضحية والصمود في وجه الظلم،
كما أكدت على أهمية الوحدة العربية في مواجهة التحديات.