الجمهورية توداي
جريدة شبابية مستقلة

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

كن إنسان أولاً، وإنسانيتك ستمنعك من كل شيء سيء

كن إنسان أولاً، وإنسانيتك ستمنعك من كل شيء سيء

كتب/ سامي يوسف

 

التنمر ظاهرة خطيرة جدًا ظهرت وانتشرت في المجتمع بشكل كبير، وهي ظاهر تتمثل بالكثير من الاذى بحق الآخرين، وتتسم بتكرار العنف اللفظيّ والمعنويّ والماديّ، حتى يشعر الطرف الآخر بأنّه تحت ضغط من الألفاظ غير اللائقة، ممّا يترك في أعماقه جرحًا كبيرًا، حتّى أنّ الكثير ممّن يتعرضون للتنمُر يُصابون بعزلة اجتماعيّة كبيرة واحيانا لا يستطيعون العودة إلى حياتهم الطبيعية.

كن إنسان أولاً، وإنسانيتك ستمنعك من كل شيء سيء

 

ففسر هذا التنمر أوجه كثيرة

أما من جهة العلم وتفسير العلماء عن أسباب التنمر والعنصرية ولماذا يتجه البعض إليه وما اسبابه وكيف نعرف من تأثر به وكيف يؤثر عليه، وهذا ما سنعرضه:

كن إنسان أولاً، وإنسانيتك ستمنعك من كل شيء سيء

- اعلانات الجمهورية اليوم -

ولكن اولا هل هناك فرق بين التنمر والعنصرية، ام أنهما وجهان لعملة واحدة؟

تعالي اولا نتعرف على تعريف كلا منهما، اولا: العنصرية هي اعتقاد بأن اصل أو عرق معين هو الافضل والاذكى وأنه له الحق في سيادة باقي الاعراق، وباقي الاعراق مجبرة على الاستسلام لأوامر هذا العرق.

أما التنمر: هو ظاهرة عدوانية وغير مرغوب بها تنطوي على ممارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فرد أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكل أكبر بين طلاب المدارس.

 

 

وجاء في القران تحذيرات كثيرة ومتعددة عن التنمر والعنصرية والسخرية مثل قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

 

 

فهنا لم يفاضل الله بين شخص وآخر، وحذر في أكثر من أية بعدم التنابذ بالألقاب، أو السخرية من شخص بسبب عرقه أو الأصل، لأنها صفات لا يتحكم بها الشخص فهو يولد بها، ولكن المفاضلة عند الله بالتقوى، وهنا أشار الله أنه من الممكن أن يكون الشخص الذي تتنمر عليه افضل منك، وهنا وجه الله عز وجل الكلام للرجال والنساء فقال “قوم”، ولكن قوم يمكن أن تحمل معني النساء والرجال فلماذا قال الله تعالى ولا نساء من نساء؟

حيث أن النساء أكثر من يقومن بالتنمر والتنابذ لكثرة الغيرة بينهن.

 

 

ولم يأتي تحذير التنمر والعنصرية من القرآن فقط بل أكدهتها السنة أيضا، كالذي جاء عن أبي موسى رضى الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ! أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»، فلم يقل أكثرهم صلاة ولا أكثرهم صوما ولا اكثرهم ذكاة بل من سلم المسلمون من لسانه اي كلامه السيء، ويده اي الفعل السيء، أيضا جاءت رسالة رسول الله قائلا إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق لأن الاخلاق المبني الأساسي في الإنسان بدونها تحبط جميع اعماله.

 

 

ولكن ما اشكال التنمر ؟

اولا: وهي الأشهر التنمر اللفظي مثل استخدام ألفاظ أو عبارات معينة أو ملصقات.

ثانيا: استخدام العنف المباشر اتجاة الشخص.

ثالثا: التحرش الجنسي وهو يعتبر تنمر ومضايقة للشخص حيث يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان لجريمة شرف أو لجريمة قتل.

- اعلانات الجمهورية اليوم -

رابعا: التمييز العنصري الذي يميز بين الأشخاص على حسب هويتهم أو أعمالهم أو مناصبهم.

خامسا: التسليط الالكتروني وهو التنمر والمضايقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو الأكثر انتشار هذه الفترة، حيث يعتمد كل “متنمر الكتروني” على عدم معرفة هويته اي يقول ما يريد وقت ما يرد لمن يريد فلا انت تراه حقيقةً ولا تستطيع أن تنتقم منه إلا الكترونيا.

 

ولكن هناك نوع جديد من التنمر وهو التنمر للتسلية فقط، هناك بعض الأشخاص الذين يستمتعون بمعاناة ذويهم للسيطرة عليهم من كل الجهات العاطفية والنفسية والاجتماعية، وزيادة من الشعر بيتا أن هناك بعض القنوات على”اليوتيوب” تعلمك كيف تفعل ذلك كيف تأتي لكل شخص من جهته وكيف تتحكم فيه وتفقده الثقة في كل ما يمتلك وكل ما يشعر حتى وإن كان راضيا كل الرضا عن حاله وحياته.

 

ولكن كيف يؤثر ذلك على الشخص، وكيف اعرف ان هذا الشخص قد تعرض للتنمر أو العنصرية، ما العلامات التي تظهر عليه؟

1-تحوله لشخص عدواني وافتعاله للشجارات.

2-التراجع الأكاديمي اي تراجعه في الدراسة وعدم وجود القدرة والكفاءة للمذاكرة أو عمل اي نشاط.

3- الوحدة، أو يتم استبعاده من مجموعات الصداقة في المدرسة. 4-الشعور بالخوف أو عدم الأمان في المدرسة أو مكان تواجده الدائم كالجامعة والعمل.

5- عدم الاستعداد للمشاركة في الأعمال الصفية المشتركة بينه وبين زملائه.

6-التغيّر في أنماط النوم والأكل بشكل مفاجئ وغير مبرر.

الدموع المتكرّرة.

7-وجود الكدمات غير المبرّرة والخدوش في أجزاء مختلفة من الجسم.

8-فقدان الممتلكات الخاصّة أو جلبها للمنزل بصورة مدمرة. سرقة المال من المنزل.

9-التردد في استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا في حال التعرض للتنمر الإلكتروني.

10-الاضطراب بشكل واضح عند استخدام الهاتف أو الكمبيوتر، واللجوء لإخفاء الهاتف أو إغلاق الأجهزة عند دخول أحد للغرفة. 11-قضاء ساعات طويلة على الإنترنت وتلقي الرسائل والبريد والاتصالات المشبوهة.

 

 

وهنا يمكننا أن نتدخل ونسأل طبيب نفسي لحل المشاكل النفسية التي يمر بها.

 

 

ولربما انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي ظواهر تنمر كثيرة، وأشهرها هذه الفترة،الإهانات العنصرية التي تعرّض لها المهاجم البرازيلي الدولي فينيسيوس جونيور، فمع حلول الدقيقة 70 من زمن اللقاء، بدأت جماهير فالنسيا في ترديد بعض الكلمات العنصرية تجاه لاعب ريال مدريد، وبعد ذلك بدأت في إلقاء بعض الأشياء على أرض الملعب، ووصفه البعض بأنه قرد، وبعدها انهال في البكاء وتوقفت المبارة عشر دقائق وكان جونيور وقتها لا يريد استكمال المبارة ورفض لاعبو ريال مدريد استكمال المبارة أيضا، لحين أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي قام بمواساة فينيسيوس وقام بتقبيله بعد ذلك، وقاموا باستكمال المباراة.

 

ولم يقف الحد هنا، فالتنمر لم يقتصر على الكبار فقط أو على العرق أو النسب بل شمل أيضا ذوي الاعاقات، الذين ليس لهم يد في خلقهم، فقد انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لام تصور طفلها الذي لا يتعدى عمره العشر سنوات أنه يريد الانتحار لما لاقاه من تنمر على خلقته لانه مختلف عن الآخرين.

 

فلماذا لا نعتبر هذا الاختلاف تميز وأننا نكمل بعضنا البعض فكل شخص به ما يميزه عن الآخر، انت بك ميزة ليست موجودة بشخص آخر، يجب علينا تقبل الاخر بكل عيوبه، وإن أردت الانتقاد فيكون بالشكل اللائق والصحيح حتى يستمع إليك وتعود بالفائدة لا بالسلب، حتى تجد من يتقبلك بعيوبك.

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

- اعلانات الجمهورية اليوم -

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.