اهم تفاصيل السيمنار التمهيدى لمؤتمر الكتابات التاريخية للتراث المسيحى.
كتبت: مارينا أسامة
انعقد امس السيمنار التمهيدى للمؤتمر السنوى
“الكتابات التاريخية فى التراث العربى المسيحى” ، فى مقر المركز الثقافى الفرنسيسكانى للدراسات القبطية ، و هدفه التعليم و التثقيف لمن لا يستطيع المشاركة بالمؤتمر ، و فرصة توضح للناس ما هو التراث العربى المسيحى ، ذلك بحضور كلاً من أ.د. أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر و مؤرخ ومفكر مصري متخصص بالتاريخ والحضارة العربية الإسلامية و رئيس هيئة المخطوطات الإسلامية و رئيس الجامعة المصرية للدراسات التاريخية و الخبير العلمى للمعهد الفرنسى للآثار الشرقية، و أيضاً أ.د. محمد عفيفى أستاذ التاريخ الحديث و المعاصر بجامعة القاهرة و المدير العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة و الحائز على الجائزة التقديرية للعلوم الإجتماعية فى الدولة .
بدأ الدكتور ايمن فؤاد بإلقاء كلمته عن ” المصادر العربية المسيحية ” ، حيث بدأ حديثه عن الكتابات المسيحية باللغة العربية تمدنا بالمعلومات عن أسماء الموظفين من “أهل الزمة” كما كان يطلق عليهم فى ذلك الزمان و علاقاتهم بالوظائف الإدارية و المالية ، و نجد بها إهتمام ببطاركة الكنيسة و هذا لم نجد عنه معلومات فى المصادر العربية الاسلامية .
كما تحدث عن بعض الكتب التاريخية و المصادر المعتمد عليها للبحث عن التراث العربى القبطى مثل ” كتاب أخبار الملوك ، تاريخ الأطباء و الفلاسفة ، كتاب سعيد بن البطريق بعنوان «التاريخ المجموع على التحديق و التصديق» ، و من اهم الكتب التى أُلفت فى مصر باللغة القبطية فى عصر الدولة الفاطمية بالقرن العاشر الميلادى كان للمؤرخ ساويروس بن المقفع أسقف الخشونيا ، و أيضاً كتاب الديارات الذى يتحدث عن تاريخ الأديرة و الكنائس فى مصر و خارجها و الذى نشره الكاتب إيڤيكس ” .

و استكمل السيمنار التمهيدى للمؤتمر السنوى الدكتور محمد عفيفى حيث بدأ إلقاء كلمته بقوله : « سعيد بفكرة السيمنار التمهيدى قبيل المؤتمر و هذا يعنى عملية عصف ذهنى و تجهيز جيد لأبحاث و النشاطات التى تتم خلال المؤتمر» ، و كانت كلمته عن تجربته مع المخطوطات القبطية و خبرته مع رسالة الدكتوراه التى كانت عن الاقباط فى العصر العثمانى ، و وضح أن المصادر القبطية باللغة العربية فى غاية الاهمية لاى باحث بشكل عام ، فهو كان يواجه مشكلة فى ماهى نوعية المصادر التى يجب أن يتبعها الباحث ؛ فبدأ بالمصادر “الإسلامية” و سجلات المحاكم الشرعية و فيها ما يتحدث عن الأقباط ، و أيضاً المصادر الكاثوليكية للمبشرين الكاثوليك الذين قاموا بزيارة مصر بالقرن ال ١٦ حتى القرن ال ١٩ ، و لكن يجب البحث فى ماهى الفئة المستهدف إليها أى مصدر من المصادر .
- اعلانات الجمهورية اليوم -
- اعلانات الجمهورية اليوم -
و بينما هو يبحث فى التراث القبطى كان يسأل نفسه اين صوت الأقباط ؟ و يشاء القدر أن يساعده بعض الاقباط فى شبرا و بالاخص نيافة الانبا بسنتى و عرفه على قداسة البابا شنودة الثالث و من خلال قداسة البابا قدر يوصل لبعض المصادر المسيحية لإنها فى ذلك الوقت كانت هذه المصادر محفوظة بالمكتبة الخاصة بقداسة البابا كيرلس السادس ، و من خلال زيارته للمكتبة و قراءته لهذه المصادر اصبح لديه صورة شبه كاملة عن المصادر الاسلامية و الكاثوليكية و القبطية و هذا مهم لكل باحث و هو ” تعددية الأصوات و المصادر و المخطوطات ” فى البحث.
و من وجهة نظر الدكتور محمد عفيفى أن المصادر القبطية التى لم تكتب لغرض تاريخى هى اكثر اهمية اذا عرف الباحث ان يستنبط منها المعلومات ، فنحن نفتقر فى مصر و العالم العربى كتابات فى التاريخ العام ..و لكن تمويل هذه الكتب يستهلك الكثير من المال ، و للأسف نهتم فى اقسام التاريخ بالمعلومة و حشد ذهن الطالب بكم كبير من المعلومات على حساب المناهج و طرق التعليم الحديثه ، و ما ينقصنا فى الدراسات العليا بعض الاتجاهات الحديثة
و المشكلة الاكبر هى التلقين و فى طرق طرح و تدريس المناهج.
وينصح الدكتور محمد عفيفى طلاب الدراسات العليا بالإعتماد على الكثير من المصادر و ان كل طالب يدرس مصادره و ليس فقط دراسة الرسالة التى يقدمها .

جدير بالذكر طلب الدكتورة نجلاء عضو بأسرة أصدقاء التراث العربى المسيحى ، بأهمية وجود داتا بيز و شبكة من المعلومات الخاصة بجمع أعمال الأساتذة و الباحثين و المؤرخين لعدم وجود إزدواجية فى الأعمال.
أنهت الدكتورة نجلاء المؤتمر بقولها :« إن المؤتمر القادم سيشمل بعض المحاور الرئيسية عن التراث العربى المسيحى ، و اؤكد على تعريف الكتابات التاريخية الذى ذكره الدكتور محمد عفيفى غير مقصود بها كتابات تاريخية فقط و لكن أى مصدر نستطيع أن نستنبط منه معلومات تاريخية فهو مصدر مهم جداً فى كتابة التاريخ ».
- اعلانات الجمهورية اليوم -